منبر 24
توقع مهنيون في قطاع الصيد البحري استمرار ارتفاع أسعار الأسماك خلال شهر رمضان، دون تسجيل انخفاضات تذكر، وذلك بسبب ضعف المخزون السمكي مقارنة بالطلب المرتقب. ويشمل هذا الوضع جميع أصناف الأسماك، سواء تلك التي تستهلكها الطبقات الفقيرة أو الأنواع التي يفضلها الميسورون. ويعزى هذا النقص، وفق الفاعلين في القطاع، إلى عوامل بيولوجية ومحدودية عمليات الصيد، على الرغم من انتهاء فترة الراحة البيولوجية وإطلاق مبادرات حكومية لتوفير السمك بأسعار معقولة.
وأكد حمزة التومي، رئيس اتحاد تعاونيات “أسماك موانئ الصحراء”، أن مدينة العيون، التي تعد إحدى أهم مصادر السردين في البلاد، تعاني من نقص حاد في مخزونها. وأشار إلى أن الأنواع الأخرى من الأسماك لم تعد تُسجّل كميات الإنتاج السابقة، ما أدى إلى تأثر أسعارها بشكل كبير بالعرض والطلب. كما توقع أن يظل سعر السردين مستقرًا أو يشهد ارتفاعًا تدريجيًا خلال رمضان، بالنظر إلى المعروض المحدود في موانئ العيون والشمال.
من جانبه، أوضح محمد المنصوري، نائب رئيس المجلس الإداري للكونفدرالية المغربية لتجار السمك، أن سعر السردين يتراوح حاليًا بين 10 و15 درهمًا في الموانئ، لكن ضعف المخزون سيؤدي حتمًا إلى ارتفاع الأسعار خلال رمضان، بسبب الطلب الكبير. ولفت إلى أن الوضع الحالي يجعل من الصعب التنبؤ بأسعار الأسماك في الشهر الفضيل، لكن جميع المؤشرات تؤكد استمرار ارتفاعها، مما سيؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين.
وفيما يتعلق بمبادرة “الحوت بثمن معقول”، أشار التومي إلى أن تأثيرها على الأسعار سيكون محدودًا، نظرًا لاستغلال البعض لها لإعادة البيع بأسعار السوق العادية بدل تقديم تخفيضات حقيقية. أما فيما يخص الأسماك المجمدة، فقد أشار المنصوري إلى أن توفيرها بأسعار تنافسية قد يساهم جزئيًا في تخفيف حدة الأزمة، لكن الحل الجذري يظل مرتبطًا بتحسين سياسات الصيد وضمان استدامة المخزون البحري.
