شهدت أسواق السمك في المملكة المغربية بداية الأسبوع الحالي اضطرابات في تزويد أسواق السردين نتيجة لتطبيق الراحة البيولوجية على السواحل الجنوبية، مما أثر بشكل ملحوظ على توافر هذه الأسماك. وحسب مصادر مهنية في القطاع، فإن هذه الاضطرابات متوقعة حتى نهاية فبراير المقبل، حيث من المتوقع أن تستمر حتى نهاية مدة الراحة البيولوجية المقررة من طرف السلطات المعنية.
بدأت السلطات الوزارية تطبيق هذه الراحة البيولوجية ابتداءً من فاتح يناير، حيث يشمل القرار سواحل أكادير وبوجدور لمدة شهر ونصف، فيما يشمل السواحل الممتدة من بوجدور إلى الداخلة مدة شهرين. ونتيجة لذلك، توقفت قوارب الصيد عن إحضار كميات كبيرة من سمك السردين إلى الأسواق، وهو ما أسهم في قلة المعروض وارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ.
وتُظهر البيانات الميدانية أن السوق يعاني من ضعف في العرض مقابل الطلب الكبير على السردين. بينما يواصل موسم صيد الأخطبوط جذب القوارب بسبب الأرباح العالية التي يحققها مقارنةً بصيد الأسماك السطحية. في هذا السياق، قال متحدث باسم المكتب الوطني للصيد في سيدي إفني إن “سمك السردين سيكون غير متوفر حتى نهاية فبراير، بسبب تطبيق فترة الراحة البيولوجية”.
ورغم أن السوق في عدد من المناطق مثل الدار البيضاء والمهدية قد تستمر في توفير كميات محدودة من السردين، إلا أن ذلك لن يكون كافياً لتلبية الطلب الكبير، مما سيؤدي إلى تزايد الأسعار.
وأوضح عبد الحليم الصديقي، الكاتب العام للجامعة الوطنية للصيد البحري، أن ارتفاع الأسعار في هذه الفترة يعتبر أمراً طبيعياً بالنظر إلى الزيادة في الطلب على السردين في ظل هذا الاضطراب في العرض، مؤكداً أن “قوارب الصيد في المناطق الشمالية وموانئ أسفي والدار البيضاء تواجه تحديات كبيرة في التنقل لصيد السردين بسبب المنافسة من صيد الأخطبوط الذي يحقق ربحًا أكبر”.
وتوقع الصديقي أن تعود توازنات السوق إلى طبيعتها مع انتهاء فترة الراحة البيولوجية في نهاية فبراير المقبل، مما سيسمح بعودة العرض إلى مستوياته الطبيعية وتخفيف الضغط على الأسعار.
استمرار الراحة البيولوجية على السواحل الجنوبية للمملكة يؤدي إلى اضطرابات واضحة في السوق المغربية، حيث تزداد الأسعار بسبب انخفاض العرض وزيادة الطلب، ما ينعكس سلبًا على القدرة الشرائية للمواطنين.