كشفت نتائج استطلاع للرأي أجراه “البارومتر العربي” حول “مستقبل التطبيع والحرب في غزة”، أن 48% من المغاربة الذين شاركوا في الاستطلاع يرون أن “حل الدولتين” يشكل المخرج الأنسب للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وأظهرت النتائج تراجعًا ملحوظًا في دعم التطبيع بين الرباط وتل أبيب، مقارنة بالسنوات السابقة.
وأوضح التقرير أن الحرب الأخيرة في غزة قد أثرت بشكل كبير على آراء المغاربة، حيث تسببت الصور المروعة من القطاع في تحول جذري في المواقف تجاه التطبيع. ووفقا للبارومتر العربي، فإن “المغرب أصبح نموذجًا تحذيريًا فيما يتعلق بالتطبيع، حيث حولت الحرب في غزة مناصري اتفاقات السلام مع إسرائيل إلى معارضين لها”.
من جهة أخرى، أظهرت البيانات انخفاضًا حادًا في نسبة المغاربة الذين يؤيدون التطبيع مع إسرائيل، حيث تراجعت هذه النسبة من 31% في استطلاعات 2021 إلى 13% في استطلاعات 2023 و2024. كما أشار التقرير إلى أن بعض المغاربة وصفوا الهجوم الإسرائيلي على غزة بـ”الإبادة الجماعية”، وهو ما ساهم في انخفاض الدعم للتطبيع، حيث لم يتجاوز المؤيدون لهذه الفكرة 9% من المشاركين.
أما بالنسبة لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، فقد أظهرت النتائج زيادة في الدعم لحل الدولتين، حيث تضاعف عدد المؤيدين لهذا الحل بنسبة 7% مقارنة بالدورات الاستطلاعية السابقة، مما يعكس التزامًا قويًا لدى الشعوب العربية بتأسيس دولة فلسطينية مستقلة كشرط لتحقيق السلام مع إسرائيل.
ورغم هذا التوجه نحو حل الدولتين، أبدى 21% من المغاربة رغبتهم في “حل الدولة الواحدة” كخيار للصراع. وأكد التقرير أن السلام الدافئ مع إسرائيل يظل أمرًا صعبًا في ظل الظروف الحالية، مع توقعات بمواجهة صعوبات كبيرة في توسيع اتفاقات أبراهام لتشمل دولًا عربية أخرى، بما في ذلك السعودية.
وخلص التقرير إلى أن حتى إذا تم تمديد اتفاقات أبراهام إلى دول أخرى، فإن السلام المتوقع سيكون “باردًا”، على غرار السلام القائم بين إسرائيل وكل من الأردن ومصر، حيث لا يزال الرفض الشعبي للسلام مع إسرائيل قائمًا في المنطقة، إلا إذا تم التوصل إلى نتيجة عادلة للفلسطينيين.