قدم الأمين العام لحزب العدالة و التنمية عبد الإله بنكيران في خطوة تعكس الترفع عن الخلافات السياسية، تعازيه الحارة لرشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، في وفاة والده الذي ووري جثمانه الثرى يوم السبت الماضي في مدينة بن سليمان. وتأتي هذه المبادرة رغم العلاقة المتوترة بين الرجلين، التي شهدت العديد من المواقف والصراعات السياسية التي خرجت في بعض الأحيان عن نطاق الاحترام المتبادل.
وقد أورد الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية تفاصيل الاتصال الهاتفي الذي أجراه بنكيران مع الطالبي العلمي، حيث قدم له تعازيه الصادقة إثر وفاة والده، الذي توفي بعد معاناة طويلة مع المرض. وأعرب بنكيران عن تمنياته للراحل بالرحمة والمغفرة، داعياً الله أن يلهم أسرة الفقيد الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل.
المصادر المقربة من “البيجيدي” أكدت أن بنكيران كان حريصًا على تقديم تعازيه من داخل اجتماع الأمانة العامة الذي عقده الحزب يوم السبت في مقر الحزب بالرباط. ورغم التزامه بحضور الاجتماع، كان بنكيران قد خطط للمشاركة في جنازة والد الطالبي العلمي، ولكن تعذر عليه حضورها بسبب تزامن موعد الجنازة مع الاجتماع المقرر، إضافة إلى عدم علمه بمكان دفن الفقيد في وقت مبكر.
وتجدر الإشارة إلى أن عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، كان قد حضر الجنازة أيضًا، معبرًا عن تعازيه وتضامنه مع الطالبي العلمي في هذه اللحظة الإنسانية بعيدًا عن الحسابات السياسية أو الخلافات الحزبية.
وتظهر هذه الحادثة مدى قدرة السياسيين على تجاوز الخلافات السياسية في لحظات الحزن والمصاعب، مؤكدين أن القيم الإنسانية والتعاطف مع الآخرين تبقى فوق أي اعتبار حزبي أو سياسي، وأن الترفع عن الخلافات السياسية تعزز الثقة المتبادلة بين السياسيين، مما يعكس التغيير في العلاقات السياسية والتأكيد على القيم المشتركة بينهم.