شهد قطاع الاتصالات في المغرب تطوراً ملحوظاً خلال سنة 2024، حيث أفادت مديرية الدراسات والتوقعات المالية بتحسن كبير في نشاط الإنترنت والهواتف المحمولة بالمملكة. حسب الإحصائيات الأخيرة، ارتفعت حظيرة الإنترنت في المغرب بنسبة 5% لتصل إلى 40.2 مليون مشترك مع نهاية السنة، وهو ما يعكس ارتفاع معدل الانتشار إلى 109.2%، وهو رقم قياسي جديد.
هذا التحسن في خدمات الإنترنت يعكس تحولاً كبيراً في استخدام التقنية بالمغرب، حيث كانت الحظيرة تسجل نسبة انتشار 103.4% في العام الماضي، فيما كانت لا تتجاوز 71.3% في نهاية سنة 2019. وبذلك، أصبح معدل الانتشار في المملكة يفوق أحياناً عدد السكان، وهو ما يبرز تحسن قدرات البنية التحتية الرقمية.
من جهة أخرى، شهدت حظيرة الهاتف المحمول أيضاً تقدماً ملحوظاً، حيث وصل عدد المشتركين في هذا القطاع إلى 58.3 مليون مشترك بنهاية 2024، مسجلاً زيادة بنسبة 4.3%. وهذا التحسن يأتي بعد نمو بنسبة 5.6% في العام الذي قبله، ما يعكس الرغبة المتزايدة للمغاربة في استخدام الهواتف المحمولة بمختلف أنواعها.
وساهم هذا النمو في رفع معدل انتشار خدمات الهاتف المحمول إلى 158.3%، مقارنة بـ 150.9% في العام الماضي و131.1% في نهاية 2019، ما يشير إلى زيادة كبيرة في استخدام الهواتف المحمولة في المملكة. وبالنظر إلى أن هذا القطاع يشهد نمواً مستمراً، تزداد أهمية استثمارات الشركات المشغلة في تطوير الشبكات وتحسين جودة الخدمة لتلبية احتياجات المواطنين.
وفيما يخص الهاتف الثابت، فقد سجل هو الآخر تحسناً بنسبة 5.7% مقارنة بالعام الماضي، حيث كانت الزيادة قد وصلت إلى 8.7% في سنة 2023، ما يعكس تعزيز شبكة الهاتف الثابت رغم التوجه الكبير نحو استخدام الهواتف المحمولة.
مع هذا النمو المتسارع في استخدام الإنترنت والهواتف المحمولة، يبدو أن المغرب يسير في الطريق الصحيح نحو تحديث قطاع الاتصالات ليواكب التغيرات العالمية في هذا المجال. وتعد هذه المؤشرات دليلاً على أن المملكة تستثمر بشكل مستمر في تطوير بنيتها التحتية الرقمية، بما يساهم في تحقيق تحول رقمي يساعد في تحسين جودة الحياة وتعزيز الوصول إلى الخدمات الرقمية المختلفة.
ومع التحسن المستمر في خدمات الإنترنت والهاتف المحمول، يُنتظر أن يواصل قطاع الاتصالات في المغرب هذا الزخم في السنوات المقبلة، ما يفتح المجال أمام فرص جديدة في مختلف القطاعات الرقمية.
