شهد المغرب خلال السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في المجال الرياضي، جعلته يتبوأ مكانة مرموقة على الصعيدين القاري والدولي، بفضل الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من الرياضة رافعة للتنمية البشرية وأداة لترسيخ صورة المغرب كبلد صاعد وقادر على المنافسة في المحافل العالمية.
فمن الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني في كأس العالم قطر 2022، إلى الاستعدادات لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025، يؤكد المغرب ريادته في البنية التحتية الرياضية وصناعة الأبطال. ومع ذلك، فإن هذا التقدم الكبير لم يصاحبه تطور موازٍ في التكوين الإعلامي الرياضي داخل الجامعات المغربية، حيث ما تزال كلية اللغات والآداب والفنون بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة مثالاً بارزًا على هذا الغياب.
مسؤول تكوين الدكتوراه في الصحافة والإعلام الحديث بالجامعة اقترح مشروعًا وطنيًا طموحًا لإحداث إجازة في الإعلام الرياضي، باعتبارها تكوينًا استراتيجيًا يواكب السياسة الوطنية في المجال الرياضي والإعلامي. غير أن هذا المشروع، الذي كان من شأنه أن يشكل نقلة نوعية في التكوين الجامعي، تمت عرقلته إداريًا لأسباب غير أكاديمية، مما حال دون تحقيقه رغم الحاجة الملحة إليه.
اليوم، أصبح إحداث مسلك للإعلام الرياضي ضرورة وطنية، فهو امتداد طبيعي لإنجازات المغرب الرياضية وإشعاعه الدولي، وليس مجرد تغطية للأحداث، بل أداة للترافع والتواصل الاستراتيجي، وتعزيز صورة الوطن وإنجازاته.
لقد آن الأوان للجامعات المغربية، وفي مقدمتها جامعة ابن طفيل، أن تنفتح على هذا الورش الحيوي من خلال إقرار تكوينات متخصصة في الإعلام الرياضي، بما يترجم التوجهات الملكية السامية، ويعزز الدور المحوري للإعلام في التنمية والريادة الوطنية.
