
في الوقت الذي يقصد فيه المواطنون شاطئ النحلة بسيدي البرنوصي للاستجمام، والهرب من حرارة الصيف، ثمة رجال في الميدان، لا يراهم كثيرون، لكن أثرهم حاضر في كل ركن من رمال الشاطئ… هم رجال النظافة، أبطال الميدان الحقيقيون الذين يستحقون التحية.
وسط ضجيج الأطفال وفرح العائلات، وفي عزّ الحر وتحت أشعة الشمس، يعمل هؤلاء الرجال بصمت وتفانٍ، يحرصون على نظافة الشاطئ من الصباح حتى غروب الشمس، دون كلل أو ملل. لا يهمهم التصفيق ولا الأضواء، فواجبهم المهني وحبهم لبلدهم ولبيئتهم هو ما يدفعهم لمواصلة العطاء.
شاطئ النحلة، الذي أصبح من أنظف الشواطئ الشعبية بالدار البيضاء، لا يعود الفضل في صورته الجميلة فقط إلى طبيعته وموقعه، بل إلى أناس بسطاء، يشتغلون بإخلاص، يحرصون على أن يترك الزوار المكان كما وجدوه، نظيفًا ومرتبًا.
مجهودات يومية متواصلة، تشمل جمع الأزبال، تنظيف الممرات، تفريغ الحاويات، ومتابعة الحالة البيئية للشاطئ، كل ذلك يتم بتنسيق دائم مع سلطات المقاطعة ومصالح النظافة.
وإن كانت الراحة شعار العطلة الصيفية، فإن العمل والانضباط هو شعار هؤلاء الرجال، الذين يستحقون الدعم والاحترام، لا سيما في ظل ما يشهده الشاطئ من توافد كبير خلال شهري يوليوز وغشت.
وفي هذا الإطار، فإن رجال النظافة بشاطئ النحلة يجسدون روح المواطنة، ويذكروننا بأن خلف كل مشهد جميل، هناك مجهود كبير.
فتحية لهم، لأنهم لا يبحثون عن الثناء، ولكنهم يستحقونه.