شهد قطاع الطيران العالمي سلسلة كوارث جوية مأساوية خلال الأيام القليلة الماضية، أثارت قلقاً واسعاً حول معايير السلامة الجوية ومدى استعدادها للتعامل مع التحديات الراهنة. هذه الحوادث، التي توزعت على أربع قارات، أسفرت عن مئات الضحايا، وفتحت الباب أمام تساؤلات جدية حول فاعلية إجراءات السلامة، رغم التقدم التقني الذي يجعل الطيران الوسيلة الأكثر أماناً للنقل.
في البرازيل، سقطت طائرة صغيرة من طراز “بايبر بي إيه-42-1000” بمدينة جرامادو السياحية يوم 23 دجنبر، مخلفة 10 قتلى و17 مصاباً على الأرض. الحادث وقع إثر اصطدام الطائرة بمدخنة مبنى قبل أن تتحطم على متجر أثاث، وما زالت التحقيقات جارية لتحديد الأسباب الدقيقة. في أذربيجان، أدى اصطدام طائرة بالمجال الجوي الروسي إلى مصرع 38 شخصاً ونجاة 29 آخرين، في ظل ملابسات غامضة أثارت توتراً بين موسكو وباكو.
كوريا الجنوبية شهدت حادثاً مروعاً في مطار موان الدولي، حيث اشتعلت النيران في طائرة تابعة لشركة “جيجو إير” أثناء الهبوط، ما أودى بحياة 174 شخصاً. بينما نجا ركاب طائرتين أخريين من حوادث في كندا والنرويج، حيث تحطمت طائرة صغيرة أثناء الهبوط في كندا، وانحرفت طائرة هولندية عن المدرج في النرويج، بفضل استجابة الطوارئ السريعة وتدابير السلامة.
تكرار هذه الحوادث في وقت وجيز يبرز التحديات التي تواجه قطاع الطيران، خصوصاً في ما يتعلق بفعالية منظومات الإنذار المبكر وفحص الطائرات وتدريب الطواقم. ورغم أن الطيران يبقى الوسيلة الأكثر أماناً، إلا أن هذا الأسبوع الكارثي يفرض مراجعة شاملة لإجراءات السلامة العالمية، لضمان تفادي حوادث مشابهة وتعزيز الثقة في هذا القطاع الحيوي.
