
منبر24
أعلنت أكاديمية المملكة المغربية ووكالة تنمية جهة الشرق عن إصدار مؤلف جماعي جديد باللغة الفرنسية، تحت عنوان “من فكيك إلى تمبكتو: المغرب – مالي، تاريخ وتراث مشترك”، يُبرز غنى الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع بين البلدين، وبين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء بوجه عام.
ووفق بلاغ مشترك للجهتين، يعتمد هذا العمل الأكاديمي على مساهمات متعددة التخصصات، تشمل التاريخ والأنثروبولوجيا السياسية والعلاقات الدولية والدراسات الصحراوية، قصد إعادة رسم ملامح التبادلات الإنسانية والروحية والتجارية التي شكلت عبر قرون فضاء حضاريا مشتركا.
ويرصد المؤلف امتداد الروابط بين الواحة التاريخية فكيك شرق المغرب، والمدينة الروحية والعلمية تمبكتو على ضفاف نهر النيجر، في إطار خريطة نابضة بالذاكرة المشتركة بين الشعبين.
ويعيد الكتاب تسليط الضوء على مسارات القوافل عبر الصحراء، من سجلماسة إلى غاو، ومن تودني إلى جني، والتي لم تكن تمر عبرها السلع فقط مثل الذهب والملح والعاج، بل أيضا العلوم والمعارف والقيم الثقافية. كما يبرز الدور العلمي لتمبكتو التي تحولت منذ القرن الثالث عشر إلى منارة للمعرفة بفضل مدارسها وجامعة سنكوره الشهيرة.
كما يؤكد العمل أن العلاقات بين المغرب ومالي، ورغم ما عرفه التاريخ من تحولات وأزمات — مثل تدمير وفقدان جزء من مخطوطات تمبكتو سنة 2012 — تظل مثالاً على استمرارية الأخوة والامتداد الروحي، خاصة من خلال الطريقتين الصوفية القادرية والتيجانية، والعناصر المشتركة في التراث العمراني وأنماط العيش بثقافة الساحل.
وفي تقديمه للكتاب، أبرز عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، أن “ضفافنا المشتركة ذات بعد تاريخي، وهي ثروة القدر”، مشيداً بقدرة المؤلف على إبراز هذه الروابط بشكل بديع.
ومن جانبه، أكد محمد المباركي، المدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق، أن السياقات الراهنة أصبحت مواتية لإعادة وصل ما انقطع مع التاريخ الصحراوي العريق لشعوب غرب إفريقيا، بما يعزز آفاق التعاون المستقبلي.
ويخلص البلاغ إلى أن هذا العمل يشكل دعوة لإعادة قراءة العلاقات الجيوسياسية في إفريقيا بمنظور تفاعلي جديد، يجعل من التعاون جنوب–جنوب رافعة لتعزيز التنمية والفهم المتبادل بين الشعوب.



