
شهدت بنين صباح اليوم الأحد، توترا سياسيا مفاجئا بعدما ظهر عدد من العسكريين عبر التلفزيون الرسمي معلنين “إقالة” الرئيس باتريس تالون وتعليق العمل بدستور نوفمبر 2025, كما أعلن الجنود حل المؤسسات الدستورية، وتعليق أنشطة الأحزاب السياسية، إضافة إلى إغلاق الحدود بجميع منافذها البرية والبحرية والجوية.
البيان المتلفز الذي بث مباشرة على القناة الوطنية، أثار حالة من الغموض بشأن الوضع الميداني في العاصمة، وسط غياب رد رسمي فوري من الرئيس أو محيطه. كما لم تتضح في الساعات الأولى درجة ولاء فروع الجيش المختلفة لهذا التحرك.
غير أن مصادر رئاسية أكدت لاحقا لوكالة فرانس برس أن الرئيس تالون في أمان، وأن ما حدث “مجرد تحرك محدود” من مجموعة صغيرة “استولت على مبنى التلفزيون لفترة وجيزة”, وأضاف مصدر عسكري مقرب من الرئيس أن “الجيش النظامي استعاد السيطرة بالكامل، والبلاد والعاصمة في وضع آمن”.
وتأتي هذه التطورات في سياق إقليمي متوتر تعيشه دول غرب إفريقيا، التي شهدت خلال السنوات الأخيرة سلسلة من الانقلابات والتحركات العسكرية التي أعادت خلط الأوراق السياسية في المنطقة.
وفي تطور لاحق، أفادت مصادر عسكرية وأمنية باعتقال 12 إلى 13 عسكريا على خلفية المحاولة الانقلابية، بينهم المنفذون الرئيسيون، إضافة إلى عنصر سبق أن تم تسريحه من الجيش. وأكدت هذه المصادر أن جميع المعتقلين يخضعون للتحقيق، فيما تواصل الحكومة متابعة الوضع الميداني لضمان الاستقرار.
وتأتي هذه الأحداث في سياق من التوترات والانقلابات العسكرية التي تشهدها منطقة غرب إفريقيا، ما يزيد حساسية المشهد السياسي في بنين ويضعها تحت مراقبة دولية مشدّدة.



