عصبة سوس ماسة لكرة القدم… نموذج في التنظيم والنجاح الرياضي

في وقت تشتد فيه الحاجة إلى حكامة رياضية فعالة ونهج تسييري حديث، تبرز العصبة الجهوية سوس ماسة لكرة القدم كنموذج ناجح في تنظيم وتطوير الممارسة الكروية على الصعيد الجهوي، مما جعلها تحظى بإشادة واسعة من مختلف المتتبعين والفاعلين الرياضيين.

فمن خلال رؤية استراتيجية واضحة وعمل ميداني دؤوب، استطاعت العصبة أن تحقق موسما استثنائيا على جميع المستويات، سواء من حيث عدد الفرق المشاركة أو حجم الأنشطة والبطولات المبرمجة، مما يؤكد عمق العمل القاعدي ومدى التزام الأطر الإدارية والتقنية المنخرطة في المشروع الرياضي الجهوي. موسم 2024-2025 كان شاهداً على أرقام قياسية غير مسبوقة، حيث عرفت المنافسات الجهوية مشاركة 1174 فريقاً بمختلف الأصناف والفئات، من الكبار إلى الفئات القاعدية، وتمت برمجة 6784 مقابلة في إطار منافسات منظمة ومنضبطة، عكست مستوى احترافي في البرمجة والتنسيق.

كما بلغ مجموع الرخص المسلمة 30.714 رخصة، ما يعكس اتساع قاعدة الممارسة الكروية بجهة سوس ماسة، وتزايد الاهتمام بهذه الرياضة التي تُعتبر المتنفس الأول لفئة الشباب.

ولم تقتصر إنجازات العصبة على كرة القدم التقليدية، بل شملت أيضاً تطوير ممارسة كرة القدم القاعدية داخل القاعة، وكرة القدم الشاطئية، انسجاماً مع التوجهات الوطنية والدولية في تنويع وتوسيع قاعدة الممارسة.

ومن بين أبرز المبادرات الإبداعية التي أطلقتها العصبة، قافلة “إميواس”، وهي مبادرة اجتماعية ورياضية وإنسانية تجوب مختلف أقاليم جهة سوس ماسة، خصوصاً المناطق النائية. وتشمل هذه القافلة تنظيم دورات تكوينية لفائدة منشطي الأحياء والدواوير، إلى جانب مهرجانات رياضية لفائدة الأطفال أقل من 12 سنة، تتخللها فحوصات طبية وقائية، إضافة إلى توزيع تجهيزات رياضية وطبية دعماً للبنيات التحتية المحلية.

هذه المبادرة لقيت ترحيباً كبيراً من طرف الساكنة، وعكست البعد التضامني والاجتماعي للعصبة، التي لا تكتفي بالعمل داخل الملاعب، بل تسعى إلى ترسيخ الرياضة كرافعة للتنمية الاجتماعية والتوازن المجالي.

النجاح اللافت الذي حققته العصبة لم يكن ليتحقق لولا روح العمل الجماعي، والشفافية في التدبير، والانفتاح على الشركاء المحليين والوطنيين، مما جعلها تحظى بثقة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وكافة الفاعلين المحليين.

ختاماً، تواصل عصبة سوس ماسة لكرة القدم رسم مسار رياضي طموح، مؤسس على العمل القاعدي الجاد، والإبداع في التفاعل مع محيطها، لتؤكد مرة أخرى أن كرة القدم الجهوية قادرة على أن تكون خزانا حقيقيا للمواهب ومنصة لصناعة النجوم، ووسيلة نبيلة لخدمة المجتمع.