
فيما تسجل العديد من المناطق المغربية أمطارًا غزيرة تعزز آمال الفلاحين في إنقاذ مواسمهم الزراعية وتدعم الاقتصاد الوطني، لا تزال العديد من الأسر المنكوبة جراء زلزال الحوز، الذي ضرب المنطقة منذ أكثر من عام ونصف، تواجه واقعًا مأساويًا يزداد سوءًا مع كل تساقط للمطر. هذه الأمطار، التي تعد نعمة للبعض، تتحول إلى نقمة على الضحايا الذين يعيشون في خيام بالية لا تقيهم من البرد أو الأمطار الغزيرة. وبينما تسير عجلة التنمية في مجالات أخرى، تبقى أزمة هؤلاء المنكوبين حبيسة ظروف قاسية لا تجد من يواكبها، وسط غياب حقيقي للتدخلات الفعالة لتحسين أوضاعهم.
وتستمر المعاناة في ظل ظروف مأساوية، حيث يُجبر السكان على استخدام الحطب لطهو طعامهم، في ظل تبلل الخشب بالأمطار. الوضع مأسوي للغاية، ويظهر ذلك في القرى المحيطة، التي مازالت تحمل آثار الزلزال على واجهات المنازل. ورغم النداءات المتكررة للمطالبة بتحسين الأوضاع، تواجه “التنسيقية الوطنية لمنكوبي زلزال الحوز” صعوبة في الحصول على استجابة جادة من السلطات.
الأسوأ من ذلك هو الإقصاء المستمر لأكثر من نصف السكان من الاستفادة من الدعم المقدم، بسبب تعقيدات الإجراءات الإدارية. هذا الوضع المتردي يجعل العديد من المنكوبين يواجهون مصيرًا مجهولًا في خيام لا توفر لهم أي حماية من المخاطر الطبيعية، كالأمطار والسيول.
في الوقت الذي يواصل فيه العديد من المغاربة الاحتفال بنعمة الأمطار التي تنقذ الموسم الفلاحي، يظل المتضررون من زلزال الحوز يعيشون في جحيم مستمر، في ظل إهمالهم وتجاهل معاناتهم، مما يضعهم أمام تحديات وجودية حقيقية.