منبر24
خلدت سفارة المملكة المغربية بالولايات المتحدة، إلى جانب عدد من البعثات الدبلوماسية الإفريقية، اليوم الدولي لإفريقيا، خلال احتفال أقيم بمقر بعثة الاتحاد الإفريقي في واشنطن، احتفاءً بقيم التضامن والتنوع والتطلعات المشتركة لدول القارة.
وفي كلمة بالمناسبة، شدد السفير يوسف العمراني على أن إفريقيا “لم تعد قارة خاضعة أو متلقية للمساعدات المشروطة”، بل باتت اليوم “فاعلًا رئيسيًا في صياغة مصيرها، وشريكًا لا غنى عنه في التوازنات الجيوسياسية الجديدة”.
وأكد الدبلوماسي المغربي أن التزام المملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ينبني على تعزيز التعاون جنوب-جنوب، من خلال رؤية إنسانية واستراتيجية قوامها الاحترام المتبادل، والتنمية المشتركة، والتضامن الفاعل.
وفي هذا الإطار، أبرز السفير مشاريع التنمية الكبرى التي أطلقها المغرب في إفريقيا، وعلى رأسها ميناء الداخلة الأطلسي، واصفًا إياه بـ”القطب اللوجستي والتجاري الاستراتيجي”، الذي يمثل بوابة اقتصادية نحو منطقة الساحل، ويحفز إقامة ممرات اقتصادية وطاقية تكرس الاندماج الإقليمي.
وأكد العمراني أن المشروع يندرج ضمن المبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك، والتي تهدف إلى تعزيز الروابط البنيوية بين المغرب والدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، من أجل إرساء فضاء إقليمي يسوده الاستقرار، والازدهار المشترك، والأمن الشامل.
وشدد السفير المغربي على أن مستقبل إفريقيا يتطلب مدّ الجسور بين الشعوب والأمم، استنادًا إلى ثلاث ركائز أساسية: الازدهار المشترك، توسيع شبكات الربط، والتقاطع بين المصالح، مؤكدًا أن إفريقيا تتوفر على مؤهلات ضخمة ومسؤولية جماعية تجعل منها “الجوهر الجيوسياسي للتوازن العالمي المستقبلي”.
وختم العمراني مداخلته بالتأكيد على أن تجسيد هذه المكانة يتطلب التزامات ملموسة ورؤية واضحة، تواكب طموحات القارة نحو مزيد من الفاعلية والوحدة والتكامل.
