خلقت مدونة الاسرة الجديدة جدلا بين مؤيد و معارض لها ، من بينهم الاستاذة خديجة الزومي قيادية استقلالية في مدونة الأسرة، عبرت عن رايها في تدونة عبر الفيسبوك.
و قالت خديجة في تدونتها : “وانا اتصفح أراء الناس في النقط التي تم الإعلان عنها في موضوع مدونة الاسرة راعني الكم الهائل من الكاريكاتير والهمز واللمز، بل آثار انتباهي انه حين نتحدث عن المدونة تختزل الأمور بين زوج وزوجة، ولا ياتي احتمال ولو صغير جدا أن هذه الزوجة قد تكون بنتك أو أختك مثلا”.
و اوضحت على ان “المدونة لا تخص المراة ولا تخص المتزوجين او المقبلين على الزواج بل هي تعني المجتمع، وأساس الأسرة التي من المفروض أن يحميها الجميع باعتبارها لبنةَ المجتمع فإن صلحت صلح المجتمع وان انهارت انهار المجتمع”.
كما اشارت للجانب المادي باعتباره امر طبيعي مبداي يحدده الازواج ، إما ان يكون مشترك او مستقل حسب اختيار الزوجان لمداخلهم و مخارجهم.
و تساؤلت خديجة عن استحضار سوء النية عند الاقبال على الزواج، مشيرتا ان “الزواج اصلا هو تعارف وتساكن وتكامل ومحبة ومودة وليس حلبة للصراع، الم تسمعوا كما سمعت ان هناك زوجات وطاعنات في السن أخرجنا من منزلهن لان الزوج مات وأصبح في زمام التركة، أليس انسانيا ان تبقى في منزلها حتى تموت هي كذلك وبعد ذلك يدخل في اطار الإرث، علما انه الان هناك من يسجل عند الموثقين ما يسمى بالعمرى، ما المشكل اذا تعمم وأصبح من حق الزوج والزوجة ان يبقوا في البيت إلى أن يتوفى الزوجين معا؟”.
و تطرقت القيادية ايضا في موضوع منع الاب منح رخصت السفر لابنائه مع والدتهم، و قالت “ما معنى ان نعطي للمراة الأطفال لتقوم بتربيتهم واظن ان أصعب عملية في هذه الحياة هي تربية الأطفال ونمنعها من اتخاذ قرار كتغيير المدرسة أو الحصول على البطاقة الوطنية”.
و اكدت خديجة انها لا تناصر طرفا عن الاخر ولا تنزه طرفا عن الاخر، فالضحايا من هنا وهناك و النقاش يجب ان ينصب على النقط في حذ ذاتها للعمل على صناعة نقاش عمومي متوازن يستحضر المصلحة الفضلى للاطفال.
و حسب تدونتها بفيسبوك تضيف ” انا أقف واقول قبل ان يتم الزواج لابد أن يكون كلا الطرفين قادرين على تحمل مسؤولية الأطفال وان يكونا قادرين على الصبر من أجلهم ومن اجل تربيتهم وتوفير أجواء صحية مبنية على احترام المراة والرجل على حد سواء، لان من هنا يبدأ الإصلاح، فإن كنا نتزوج بدون استحضار المسؤولية وكلما ضاق بنا الامر نلجأ الى الطلاق، والذي وصل إلى أرقام مخيفة، وان نترك الأطفال في عواصف مؤلمة مع الزوج او مع الزوجة، فالطفل يحتاج لأبويه، ولا يحتاج إلى نفقة و لا إلى زوجة ابيه والقصص في هذا الموضوع كثيرة ولا إلى زوج أمه وكذلك الفضائع التي تروى في هذا السياق ينذى لها الجبين، فعوض ان نناقش مع من سيبقى الطفل يجب ان نحرص على ان يكون بين ابويه الحقيقين”.
و في نفس السياق تشير” ان اطفال الطلاق يعانون سواء كانوا مع الاب او الام فقط لانه يدخل متغير اخرفي حياتهم ، وكما يقولون في الرياضيات بتغيير المتغير تتغير النتيجة” ، و “ان المجلس العلمي في نظري كان متوازنا ولم يمسس بالنصوص القطعية كما كنا نقول دائما، ولكنه طرح بدائل وانا اتقاسم معه موضوع الهبة للأبناء او لمن شاء المعني، لان المال في حياة المعني هو ماله يعطيه لم شاء و هبة او صدقة او هدية ولكن حين يموت يصبح المال لله وبالتالي يدخل في مسطرة الإرث التي حددها الله، وما اظن انهم تعدوا اي حد من الحدود”.
و تطرقت القيادية ايضا لموضوع عمل المراة، باعتبارها “ان عمل المراة يدخل في تنمية مداخيل الاسرة ،وبالتالي فهي شريك” ،حيث اضافة ” إننا نجد قديما في سوس سنوا عرفا اسموه “حق الكد والسعاية” ثم أنسينا ان المراة حين تكون تعمل خارج البيت فالاسرة تدفع لمن يقوم بهذه الأعمال داخل البيت ؟ أليس هذا نوعا من المساهمة حين تقوم به المراة نفسها، وما نقول عن تلك المراة التي تعمل خارج البيت وداخله”.
و في ختام تدونتها اكدت خديجة الزومي، “انا لست ممن يغلبون كفة المراة على الرجل بل انا يعجبني التوازن وإعطاء كل ذي حق حقه، بناء على مبدأ لاتبخسوا الناس اشياءهم، صحيح في بعض الحالات يصعب الفصل بين ما هو حق وما هو غير ذلك لتماهي الخطوط بينهما، ولكن الله جعل لنا ضميرا نحتكم اليه”، موضحة “ان النقاش يجب ان ينصب على ان الزواج ليس حدثا عرضيا او مزاجيا مختزلا في العلاقة الجنسية، بل هو قرار يستوجب الكثير من صدق النية والمودة والقدرة على التنازل بين الطرفين لحساب صيانة بيت الزوجية”.