يستعد المخرج الفرنسي المغربي سعيد حميش بن العربي لعرض فيلمه السينمائي الجديد “البحر البعيد”، و تعد هذه ثاني تجربة له في عالم الأفلام الروائية الطويلة بعد تخصصه في إنتاج مجموعة من الأعمال الأخرى.
و يرتقب أن يحط شريط حميش رحاله في صالات العرض انطلاقا من شهر فبراير القادم، جاء ذلك بعد مشاركته في المسابقة الرسمية للدورة 21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي مثل فيها السينما المغربية ضمن عرس سينمائي عالمي، وعرضه في فقرة العروض الخاصة في أسبوع النقاد في الدورة الأخيرة لمهرجان “كان”.
تدور أحداث هذا الفيلم في فترة التسعينات من القرن الماضي، ويحكي على مدار 117 دقيقة من الزمن قصة مغربي هاجر بطريقة غير قانونية إلى مرسيليا حيث يحاول مع أصدقائه الجزائريين تدبير أمورهم اليومية والاحتفال رغم ظروف الحياة القاسية التي يعيشونها في بلاد الغربة، لتتوالى الأحداث بعد ذلك.
وطوال التجربة التي يرويها هذا الفيلم الذي يؤرخ لآخر عقد من التسعينات، يظل البطل “نور” متأرجحا بين ألم الانفصال عن الجذور وقوة التشبث بالحلم، وبين الارتباط بقيم مسقط الرأس ورفض كل ما يعاكسها من تمظهرات الحرية في بلد المهجر، كما يذهب إلى مستوى إثارة العديد من القضايا الشائكة، أبرزها التأقلم مع الواقع الجديد، وإشكالية اندماج المهاجرين في بلد الاستقبال، وما يرتبط بذلك من تحديات اجتماعية وثقافية واقتصادية.
و قد كشف الممثل أيوب كريطع، في تصريح له و الذي يحمل بطولة العمل، أنه عندما قرأ السيناريو وجد أن شخصية “نور” مليئة بالإنسانية وحب الناس والثقافات والتقاليد”، وقال إن “الموضوع جميل جدًا وأنا فخور بالاشتغال عليه، خاصة مع الموسيقى التصويرية والممثلين الذين جعلوا كل شيء رائعًا.”
و ما يتعلق بتقبل الجمهور لبعض المشاهد الحميمية ومشاهد المثلية التي ظهرت في الفيلم، اشار أيوب كريطع أن “الفيلم لا يحتوي على أي شيء مرفوض، فهذه هي السينما، وهي تعالج مواضيع حساسة وعميقة تختلف عن التلفزيون”.
و لتذكير فان فيلم “البحر البعيد” سبق واستفاد من ورشات أطلس لمهرجان مراكش سنة 2022، وهو العمل الثاني لمخرجه سعيد حميش بن العربي، وجاء في إطار إنتاج فرنسي، مغربي، بلجيكي، قطري مشترك.