
بعد النجاح الكبير الذي عرفه العرض الافتتاحي لمسرحية “أفراك ⴰⴼⵔⴰⴳ” بالمركز الثقافي محمد خير الدين بتيزنيت، تواصل فرقة كونستامز للأبحاث المسرحية جولتها الفنية بعدة مدن مغربية، مقدّمةً عملاً مسرحيًا يجمع بين العمق الفكري والاشتغال الجمالي.
تقام الجولة بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وجماعة تيزنيت والمجلس الإقليمي لتيزنيت، وتشمل المحطات التالية:
الخميس 09 أكتوبر 2025 – المركز التنشيط الثقافي ميراللفت
السبت 11 أكتوبر 2025 – دار الشباب إمينتانوت
الإثنين 13 أكتوبر 2025 – المركز الثقافي تارودانت
الأربعاء 15 أكتوبر 2025 – قاعة إبراهيم الراضي أكادير.
“أفراك”… تجربة مسرحية تزاوج بين العبث والهوية وتعيد مسرحية “أفراك”، المقتبسة عن نص “Le Monte-Plats” للكاتب البريطاني هارولد بنتر، صياغة روح المسرح العبثي داخل قالب أمازيغي محلي، حيث تمتزج الفكرة الفلسفية بالرمز الثقافي واللغوي.
في فضاء مغلق يلتقي شخصان – أسافو وتودا – ينتظران أوامر غامضة من جهة مجهولة.
تتوالى الأوامر غير المفهومة، ويتصاعد التوتر بينهما، حتى يصل المشهد إلى لحظة حاسمة يختبر فيها كل منهما معنى الحرية والخضوع والاختيار.
العرض لا يقدم أجوبة جاهزة، بل يترك الباب مفتوحًا أمام الأسئلة الكبرى:
من نكون؟ ولماذا ننتظر؟ ولمن نطيع؟
إنها تجربة وجودية بقدر ما هي عرض مسرحي، تضع الإنسان في مواجهة ذاته ومصيره.
والعمل من إخراج نور الدين التوامي، وإعداد النص عبد الله بوكرن، والتشخيص حسن عليوي وكبيرة البردوز، والسينوغرافيا والملابس فردوس الرامي، والإنارة أيوب أتان، والموسيقى أيوب أمهال، والتوثيق الحسين ناكب، والمحافظة كريم بونيت، وإدارة المشروع عبد الله بوكرن.
وترى فرقة كونستامز للأبحاث المسرحية في “أفراك” مساحة لتجديد العلاقة بين المسرح والجمهور، من خلال عمل يزاوج بين البحث الأكاديمي والتجريب الفني.
فالمسرح بالنسبة للفرقة ليس مجرد فرجة، بل فعل تفكير جماعي، يعيد ترتيب الأسئلة حول الحرية، السلطة، والإنسان في عالم يضج بالضبابية.
وتسعى الفرقة، من خلال هذه الجولة، إلى توسيع فضاءات اللقاء الفني مع الجمهور في مختلف المدن، وإعادة الاعتبار للمسرح كفنّ حيّ يفتح باب الحوار والتأمل، بدل التلقي السلبي.
“أفراك ⴰⴼⵔⴰⴳ”… نحو مسرح أمازيغي حديث.
تؤكد هذه الجولة مرحلة جديدة في مسار فرقة كونستامز للأبحاث المسرحية، التي تواصل اشتغالها على تطوير المسرح الأمازيغي والارتقاء به إلى مستوى التجارب العالمية، بلغة فنية راقية ومضامين إنسانية عميقة.
إنها رحلة فنية وفكرية تسعى لأن تجعل من المسرح مرآةً للإنسان، وفضاءً للبحث عن المعنى وسط العبث.







