منبر 24
أصدرت دار الزيات للنشر والتوزيع المصرية مؤخرًا كتابًا جديدًا للباحث المغربي عبد العلي أشرنان، بعنوان “الطريق نحو سبتة ومليلية والجزر المحتلة – رؤية إستراتيجية”. يتناول هذا المؤلَّف، الذي يقع في 151 صفحة، موضوع الثغور المغربية المحتلة، مع التركيز على سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما، وذلك من منظور إستراتيجي ودبلوماسي بعيدًا عن الطرح العاطفي.
يسلط الكتاب الضوء، في محوره الأول، على السياقات التاريخية والجغرافية التي أدت إلى وقوع مدينتي سبتة ومليلية تحت السيطرة الإسبانية منذ قرون. كما يناقش التغيّرات السكانية بالمدينتين، حيث يشير الكاتب إلى ارتفاع نسبة السكان المغاربة مقابل تراجع الوجود الإسباني، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية التي تواجههما، مثل ضعف البنية الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، وهو ما يفتح الباب أمام حلول اقتصادية قد تسهم في استرجاعهما.
كما يستعرض أشرنان كيفية استثمار الدبلوماسية المغربية لنجاحاتها الأخيرة، مثل الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، للضغط من أجل استعادة المدينتين. ويقارن الكاتب هذه القضية بتجارب دولية مشابهة، أبرزها استعادة الصين لهونغ كونغ وماكاو، معتبرًا أن مثل هذه النماذج قد توفر دروسًا للمغرب في مساعيه الدبلوماسية.
في القسم الأخير من الكتاب، يناقش المؤلف السيناريوهات المحتملة لاسترجاع المدينتين، من بينها التفاوض على نموذج للسيادة المشتركة، أو استخدام الضغط الدبلوماسي والاقتصادي المكثف، كما حدث في حالات دولية مشابهة، بينما يبقى سيناريو الجمود واستمرار الوضع الراهن مطروحًا أيضًا. ويعتبر أشرنان أن هذا العمل يعد من الدراسات القليلة التي تقدم رؤية إستراتيجية متكاملة لمستقبل سبتة ومليلية، تجمع بين التاريخ والجغرافيا والقانون الدولي والاقتصاد.
