الاكيد ان ثمة تواتر غير معلن لمنسوب الوعي عند العديد من الاعلامين والمثقفين الكبار الجزائرين بخاصة الفئة التي تعيش خارج ارض الجزائر بديار المهجر بخصوص قضية الصحراء المغربية وكذا بحقيقة طبيعة الصراع الذي افتعله النظام الجزائري العسكري ضد المملكة المغربية منذ عهد الهواري بوميدن وصولا الى عبد المجيد تبون مرورا احمد بن بلة والشاذلي بن جديد ولمين زروال وعلي كافي وعبد العزيز بوتفليقة .
وقد يطول الحديث في هذه المقالة عن النخب المثقفة والاعلامية وكذا السياسية الجزائرية التي تعرضت لطبيعة وحقيقة الصراع المغربي الجزائري من منظور مسؤول وتاريخي مجرد من الشحن والتدجين الذي مارسه نظام الجنرالات بالجزائر لعقود من الزمن بشكل خطير على مستوى تزوير وتدليس الحقائق والمعطيات ذات الصلة بالصراع حول قضية الصحراء المغربية بهدف خلق كيان وهمي يستهدف فصل الاقاليم الجنوبية للمملكة المغربية عن الوطن الام ضدا على كافة الاعراف التي تربط دول الجوار وضدا على الحقائق التاريخية والجغرفية المنتصبة بالقوة على ارض الواقع.
الى ذلك وارتباطا بذات الموضوع فبعد الاعلامي مهدي غاني الذي فضح الابواق المحسوبة على نظام جزائر الجنرالات بخصوص الفيديو المفبرك المنسوب للقنصل المغربي الذي ادعى القائمون على توضيبه ان المسؤول المغربي وصف الجزائر “بالبلد العدوة” جاء الدور هذه المرة على الكاتب الفرنسي ذو الاصول الجزائرية المعروف بكتاباته وكتبه ومؤلفاته الاكاديمية ذات القيمة العلمية والتحليلية الرصينة ادريس ابركان الذي اكد عبر مقطع فيديو نشره على موقع اليوتيوب على ان الصحراء مغربية مهما حاولت الجزائر نكران ذلك.وزاد صاحب كتاب ” حرر عقلك” الذي وصف ما يقع بين المغرب والجزائر بالحرب الباردة التي تتظمن حقيقة ان الجزائر دعمت بشكل سافر وخارق لكافة القوانين والاعراف الدولية بعض الاطراف الصحراوية المناوئة للمغرب في الرغبة في الاستقلال مؤكدا بالقول” انا جزائري وانا اول من اخبركم بالطبع ان الصحراء مغربية ” .
وهذا اعتراف ليس بالسهل القفز عليه بخاصة على مستوى المرجعية العلمية والاكاديمية لكاتب ورجل من حجم ادريس ابركان. لما يتمتع به من مكانة فكرية وسياسية وثقافية وبحثية داخل وخارج فرنسا.فاحكام الرجل في قضية من حجم قضية الصحراء المغربية وما يرتبط بها من صراعات وتجذبات اقليمية وجهوية وقارية تخضع بكل تأكيد الى المثن العلمي الصرف وتتأسس على القراءة المنهجية والدقيقة لحقيقة اصل النزال ومسبباته ودوافعه وخلفياته السياسية والايديولوجية .وبالتالي لابد من استحضار هذه الحقيقة العلمي المجردة لفهم طبيعة الصراع بين المغرب والجزائر حول مغربية الصحراء من المنظور الذي الكاتب ادريس ابركان.
لذلك وبلسان الحكيم والمتبصر والعارف بخبايا الامور وتفاصيلها المتشعبة دعا الكاتب الفرنسي ذو الاصول الجزائرية وبنبرة هادئة السلطات الجزائرية الى التفكير بجدية بشأن هذا الصراع المفتعل كبلد بنتمي لمنظومة القرن 21 لانه بكل تأكيد هو المدخل الوحيد الذي يمكن ان يملي المصالحة مع المغرب. انتهى كلام الدكتور ادريس ابركان.
