منبر 24 / رشيد ايت الشيخ
في الوقت الذي كان فيه الجميع يأمل في استقرار الحالة الوبائية، سارت رياح انتشار كورونا عكس كل التوقعات، خلال الأسابيع الأخيرة، بعد استمرار نزيف الوفيات اليومية و الإرتفاع المهول في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا بالمغرب.
وتشير المصادر إلى أن هذا الوضع ينذر باتخاذ إجراءات أكثر صرامة في الأيام المقبلة و يطرح العديد من التساؤلات حول إمكانية العودة إلى الحجر الصحي.
ويستشف من خلال التحرك المكثف للسلطات الأمنية والمحلية في الآونة الأخيرة، الانطباع بأن العديد من أقاليم المملكة ومنها إقليم تارودانت مقبلون على مرحلة جديدة في التعامل مع الوباء، وذلك من خلال فرض مجموعة من الإجراءات الاحترازية والوقائية الصارمة التي تدخل في إطار الجهود المبذولة لمنع تفشي الجائحة من جديد وهو ما أكد إليه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في برنامج “مواجهة للإقناع”، بقناة “ميدي 1” قائلا: “أنه إذا دعت الضرورة لمزيد من التشديد ستتجه الحكومة نحو ذلك.
نفس التوجه ذهب إليه الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، الذي أكد على أن إمكانية تشديد التدابير الاحترازية يبقى واردا، مشيرا إلى أن فرضية العودة إلى الحجر الصحي تبقى مطروحة في جميع الدول، وأنها الخيار الأخير لتجنب الأسوأ.
وكانت مختلف المصالح الأمنية والمحلية بتارودانت قد أبدت تدخلات أكثر تشددا وصرامة خلال الآونة الأخيرة لاحتواء الفيروس ومنع انتشاره،و شددت المراقبة على مستوى السدود الأمنية ونقط التفتيش بمداخل المدينة، لمراقبة مدى توفر الركاب على تراخيص التنقل أو جوازات اللقاح وهي نفس الإجراءات التي تباشرها المصالح الأمنية بالمحطات الطرقية وهو الإجراء الذي طبق أيضا على سائقي سيارات من الصنف الأول لمراقبة مدى احترامهم للقرار العاملي الأخير لتقليص عدد الركاب إلى 3 أشخاص.
و شملت الإجراءات الأمنية، مراقبة تحركات المواطنين و حملات إلزامية ارتداء “الكمامات” بمختلف أحياء وشوارع المدينة فضلا عن تشديد المراقبة بالمقاهي العمومية وغيرها من الفضاءات التي لا تحترمُ تدابيرَ الوقاية. وهو ما يوحي أن السلطات تتجه إلى تشديد الإجراءات أكثر بأكادير ومدن أخرى التي باتت تسجل إصابات مرتفعة في عدد الإصابات و الوفيات بفيروس كورونا المستجد .