نشرت مديرية “مكافحة إجرام محافظة بغداد”، التابعة لوزارة الداخلية العراقية، أمس الخميس، شريطًا مصورًا تضمن اعترافات السيدة التي أقدمت على تعذيب وقتل الطفل موسى ولاء، في قضية شغلت الرأي العام خلال شهر يوليوز.
وكان قد عثر على الطفل، في 20 من يوليوز، ملقى على الأرض في المنزل وقد فارق الحياة بعد تعذيبه على يد زوجة والده الذي يعمل منتسبًا في أحد الأجهزة الأمنية.
وأكدت وسائل إعلام عراقية أن الضحية تعرض للتعذيب العنيف والصعق بالكهرباء والسكاكين والملح على يد زوجة والده، حتى فارق الحياة في منطقة الخطيب المحاذية لمدينة الشعلة في بغداد.
ويطالب الشارع العراقي بفرض أقصى العقوبات على زوجة الأب المسؤولة عن موت الطفل صاحب السنوات السبع بعد تعذيبه، وسط شكوك حول تستر الزوج وإدارة المدرسة عن التعنيف.
وبعد إلقاء القبض عليها، أطلت زوجة الأب في فيديو المديرية الأمنية، لتروي وقائع صادمة عن تعذيبها الطفل، ووخزه بالسكين في عدة مناطق مختلفة من جسده، بما فيها الرأس.
كما روى شقيق الطفل الضحية كيفية استخدام القاتلة للملح، من خلال ذره في عين الضحية تارة، وتارة عبر تعمدها حشو فمه بكميات كبيرة، حتى يتستغيث، مؤكدة أنه كان يناديها “ماما”.
ولفظ موسى أنفاسه الأخيرة، بعدما أرغمته الجانية يوم الجريمة على تناول كمية كبيرة من الملح قيل إنها نحو كيلوغرام ثم خنقته، الأمر الذي لم يتحمله جسده الضعيف ففارق الحياة.
وقالت زوجة الأب في الفيديو إنها قامت بدفع الطفل باتجاه النافذة، حتى تحطمت بشدة من قوة الارتطام.
لكن المفاجأة تمثلت في ظهور والدة الطفل، التي نفت تفريطها في حضانته، وادعت أن والده قام بتهديدها بعد أن تقدمت ببلاغ لاسترداد موسى وشقيقه.
ورغم إلقاء السلطات العراقية القبض على الجانية، إلا أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي استشاطوا غضبًا بعد تداول صورة لموسى التقطت له في المدرسة قبل وفاته، تظهر الكدمات على وجهه وأظافره المقتلعة.
وأكد المغردون أن المقربين من موسى ولا سيما والده وإدارة مدرسته، تجاهلوا ما كان يتعرض له الطفل، واضعين تلك اللقطات تحت تصرف وزارة الداخلية العراقية.
كما اتهموا والد موسى بتقديم “عذر أقبح من ذنب”، بعدما أشار هذا الأخير في مقابلة صحفية إلى أنه لم يكن على دراية بأن ولده يتعرض للتعذيب وذلك لأن زوجته كانت تخفي الآثار عبر إلباس موسى أكمامًا طويلة تخفي الكدمات.
وارتفعت في السنوات الأخيرة معدلات العنف ضد الأطفال في العراق، ففي وقت سابق أعلنت هيئة حماية الطفولة تسجيل 59 حالة يوميًا، فضلًا عن تضرر أكثر من 21 ألف شخص بسبب العنف الأسري خلال النصف الأول من العام الحالي، وفق ما أفادت جريدة “الصباح” العراقية.