اتجهت أنظار المتعلمين ومعهم الآباء والأمهات لمعرفة جديد التعليم، للقاء السيد الوزير سعيد أمزازي ( وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الناطق باسم الحكومة) على المباشر، اهتمام منقطع النظير لم يحدث حتى في فترة إضرابات الأساتذة أطر الأكاديميات لمدة شهرين خلال الموسم الدراسي الماضي، لكن الوضعية الحالية لها خصوصية خاصة في جائحة فيروس كورونا، فالآباء والأمهات تعبوا من شغب ومستلزمات أبنائهم في البيت في ظل الحجر الصحي على مستوى تعبئة الهاتف وغير ذلك من أكل وشرب…، وهي وضعية لم يألفوها من قبل، متسائلين هل هي سنة بيضاء، هل سيتم اعتماد نقط المراقبة المستمرة للأسدس الأول؟؟؟، هي أسئلة من أخرى.
فالتعليم عن بعد في زمن الكورونا، وفي زمن حظر التجول الذاتي والحجر المنزلي، وفي زمن الجوع والخوف على المصير، تأبى وزارة التربية وبغطاء من الحكومة إلى أن تكابر وتصر على اعتماد مبدأ التعليم عن بعد، محاولة بذلك وضع المغرب في مصاف الدول المتقدمة والمتطورة، ومتناسية في الوقت نفسه أنه لا يمتلك أي من مقومات وقدرات وإمكانات تلك الدول، ما يجعل التعليم عن بعد خطة صعبة، و ذلك استناداً الى وقائع قائمة ترخي بثقلها على كل المغاربة، لا سيما على صعيد انقطاع التيار الكهربائي والتفاوت في التقنين، وضعف الانترنت، وعجز أكثرية المواطنين عن تأمينه، وفي حال تمكنوا فغالبا ما يكون الارسال ضعيفا وغير مجد، ما يحرم من المساواة وتكافؤ الفرص في تأمين مستلزمات التعليم عن بعد.
وينادي البعض بتأجيل الامتحانات الجهوية، الى شهر يوليوز، وتوفير فرص أكثر للمتعلمين الغير قادرين على متابعة دروسهم عن بعد لتكافئ الفرص، خصوصا أن المناطق القروية لا توجد شبكة الأنترنيت وأغلب الناس لا يتوفرون على هواتف ذكية أو حاسوب فهم فئة مهمشة، يتوجب مراعاة اكراهاتها.
ويتساءل المتعلمون هل سيتم اعادة شرح الدروس التي لم ينجزوها داخل القسم قبل هذا الوباء لأنهم لا يتوفرون على انترنيت نظرا للمستوى المعيشي الضعيف.
وفي خضم هذا السجال فإن الأستاذ لا يتوفر على العدة الرقمية اللازمة لإنجاز درس تفاعلي، من جهاز حاسوب متصل بالأنترنت وكاميرا وسبورة وأقلام لبديه إن لم نقل سبورة تفاعلية، في منزله وفي غياب لتكوين حول ذلك.
بدا الوزير متحمسا من خلال كلامه لربما يريد أن يلعب دور المطمئن للوضع الحالي، هي حكمة في ظل هذا الوضع الصعب، حيث طرح مقترح يتمثل في تأجيل الامتحانات إلى غاية الدخول
المدرسي المقبل اي شهر شتنبر تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص أمام باقي المتعلمين، والحرص فيما تبقى من الزمن الدراسي على خطط الدراسة و الدعم الحضوري وكذلك عن بعد، والاهتمام بالدعم النفسي و الاجتماعي للمتعلمين أمام هذه الجائحة.
وتجلى تطمين السيد الوزير من خلال تأكيده على التعليم عن بعد لا يمكن أن يعوض التعليم الحضوري داخل الفصل الدراسي، حيث أشار أيضا أن منصة ميكروسوفت قد أنشئت وبنسبة كبيرة، لكن المشكل هو عدم ولوج المتعلمين لها، كما صرح أنه انجز %75 من المقررات الدراسية إذن ليست هناك سنة بيضاء، وبعد حالة الطوارئ ستكون حصص الدعم والاستدراك قبل الامتحانات، والفروض عن بعد لن تحتسب.
مع تسجيل عدم التطرق للسيناريوهات التي ستعتمدها الوزارة في حالة إذا استمر الحجر الصحي الى ما بعد 20 ابريل، ستعود العملية التعليمية أصلا للدوران، وفي حالة أستمر الوضع كثيرا كيف ستجرى الامتحانات، أما فيما يخص الأساتذة.
وصرح السيد سعيد أمزازي ب، حرية استعمال منصة تيمز ميكروسوفت، للتلميذ والأستاذ، من عدمها، والاستاذ له حرية اختيار استعمال وسيلة التواصل التي يريد هذا الأقسام الافتراضية تيمز ميكروسوفت اختيارية بالنسبة للتلاميذ والأساتذة، ولا إلزامية فيها، هناك وسائل أخرى كالواتساب والفايسبوك …الأهم هو ضمان الاستمرار البيداغوجي للتواصل بينهما.
توفق الوزير السيد سعيد أمزازي في طمأنة الجميع، وهذا ما تحتاجه الأسر في هذه الظرفية النفسية، وهي مرحلة تلتزم الوضوح والطمئنة.