اعلان
اعلان
مقالات الرأي

الإقتصاد الأسري مدخل أساس لمواجهة أثار الجفاف

اعلان

نور الدين الزبدي

اعلان

في ظل التراجع الكبير الذي عرفه القطاع الفلاحي، والإنعكاسات السلبية على الشغل والدخل الفردي لقطاني العالم القروي، صار لازما فتح نقاش مسؤول، لإيجاد البدائل و طرح الصيغ الكفيلة بتحسين هذه الوضعية المتأزمة التي تعيشها الاف الأسر، التي كانت تتخد من الفلاحة مصدرا للرزق.

إن الإمكانات الطبيعية الحالية والمستقبلية، لاتسعف على التفكير في إيجاد مخارج إيجابية، نظرا لاندحار الفرشة المائية، وتدهور القطيع ( الماشية : أبقار، أغنام، ماعز )، بحيث لن نتمكن من استرجاع العدد المقبول في الوقت الحالي، بفعل عدة عوامل منها مرتبط بقلة المراعي، وغلاء الأعلاف، بالإضافة إلى قلة الرؤوس المتاحة، سواء بالداخل أو الخارج.

أمام هذه المعطيات، والحاجة الماسة إلى البحث عن سبل جديدة تضمن تحقيق بدائل ناجعة، تمكن الفرد من تحقيق دخل كاف لتلبية حاجياته الأساسية، لذلك فإن التفكير يجب أن ينصب على إنعاش إقتصاد الأسرة.

اعلان

في هذا الإطار، يمكن أن يلعب الإقتصاد التضامني دورا مهما في احتواء أزمة المشتغلين بالقطاع الفلاحي، عبر دعم مشاريع صغيرة سهلة، تمكن من توفير دخل يومي، بواسطته تحقق الأسرة الأمن المعيشي.

اذا كان المزارعون و المربون قد أصبحوا غير قادرين على استئناف نشاطهم، بفعل العوامل التي دكرناها، فمن الأجدر لهم أن يهتموا بمشاريع أخرى لا تكلفهم مصاريف فوق طاقتهم، وفي هذا الصدد، لابد من إعطاء بعض الأمثلة : تربية الدواجن ( صنف بلدي ) لإنتاج اللحوم والبيض، الماعز الحلوب.

الدولة اليوم عليها أن تفكر في جعل الأسر القروية قادرة على توفير الغداء لها، وبيع الفائض لقضاء الحاجيات الأخرى، وهذا لن يتأتى إلا بدعم التعاونيات المشتغلة في هذا الصنف من الأنشطة، وتقديم الدعم المناسب لبلوغ هذه الأهداف.

الإقتصاد الأسري يبقى مدخلا أسياسيا لتجاوز الأزمة، وتحقيق السيادة الغذائية، لأنه سيمكن من تخفيف الضغط على السوق، و سيساهم في تغيير نمط الحياة بالعالم القروي، إذ ستتغير اطباق الغداء، و طريقة تعامل القروي مع الطبيعة المتقلبة، حيث سيعمل على إنتاج ما يحتاجه انطلاقا من محيطه، عوض مزاحمة قاطني المدن بالأسواق الأسبوعية.

ليس من المعقول أن يذهب الفلاح إلى المدينة قصد شراء الخضر واللحوم، وهو قادر على إنتاجها لوحده، بمجهود أقل مما كان يبذله إبان فترة الرخاء، لذلك فهو مطالب بإستبدال زراعته حتى تتناسب مع وضعه الجديد، وأن يعتمد على نفسه في توفير كل ما تحتاجه أسرته (طعام، شراب، تدفئة…)، دون أن يدفع مالا مقابل ذلك.

إن طرح هذا الموضوع، يأتي كجواب على ما تعيشه الفلاحة من مشاكل بسبب الجفاف الحاد، وما ترتب عن ذلك من تشريد لآلاف الأسر، التي كانت بالأمس القريب، تعتبر من البورجوازية المتوسطة، وانقلب وضعها الإجتماعي رأسا على عقب.

إن الحاجة إلى تلبية مصاريف الحياة، دفعت بعض الأسر إلى التفكير في بعض المشاريع الصغيرة والمربحة، وقد وقفت على ذلك، حيث تمكن بعض الفلاحين من تغيير نشاطهم من مزارعين متوسطين إلى مربي دواجن، وقد استعملوا طرق حديثة في توفير الأعلاف (الأزولا)، مستفدين مما تتيتحه وسائط التواصل الاجتماعي من معلومات وأفكار خلاقة.

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى