
مع اقتراب موعد إضافة ساعة إلى التوقيت القانوني في المغرب، بعد نهاية شهر رمضان، عاد موضوع “التوقيت الصيفي” إلى الواجهة، ليشغل النقاش مجددًا في البلاد. وقد أبدى العديد من الفاعلين المغاربة اعتراضاتهم على “الساعة الإضافية” (غرينيتش +1)، معتبرين أن العمل بهذا التوقيت يُعد فرضًا للواقع الذي تتجاهل فيه الحكومة الرفض الشعبي الواضح.
وأكدوا على ضرورة “الإفراج عن الدراسة الثانية التي كانت الحكومة قد وعدت بها في هذا الشأن”وقد أعرب حقوقيون وباحثون عن استنكارهم لهذه السياسة التي تعتمد على فرض القرارات دون التواصل الكافي مع المواطنين لامتصاص غضبهم، مشيرين إلى أن الجدل حول التوقيت الصيفي أصبح يتكرر مع كل تحيين لهذا النظام، وخاصة قبل وبعد شهر رمضان. وأضافوا أن المسؤولين يتخذون موقفًا صامتًا معتقدين أن هذه الخلافات هي مجرد “سحابة عابرة” لا تؤثر في النهاية.
وفي هذا السياق, شرحت بشرى المرابطي، الأخصائية في علم النفس الاجتماعي، أن المغاربة اعتادوا على تنظيم حياتهم وفقًا للتوقيت الشتوي والصيفي، وهو ما يثير مخاوف من تثبيت التوقيت الصيفي طوال العام. وأشارت إلى أن هذه المخاوف تتفاوت مع مرور الوقت، وتزداد حدة خاصة مع بداية الموسم الدراسي، لكن شهر رمضان يتزامن مع فصل الربيع وتساقطات مطرية وفيرة، ما يساهم في تخفيف هذه المخاوف.
وأضافت المرابطي: “تبدأ المناقشات حول التوقيت بشكل حاد خاصة في فترة العودة إلى المدارس، حيث يثير الخروج في الساعات الباكرة من الصباح، التي تكون غالبًا مظلمة، نوعًا من القلق، بالإضافة إلى انتشار الضباب الذي يخلق أجواء من الكآبة وقد يؤدي إلى زيادة اضطرابات الاكتئاب عند بعض الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة بشكل موسمي”.
وأوضحت أن التغيير في التوقيت بعد رمضان سيكون له أثر أخف مقارنة بالسنوات السابقة، نظراً لأنه يتزامن مع فصل الربيع والأمطار، مما يساعد على تحسين الحالة النفسية للجميع وخلق أجواء إيجابية، ما يقلل من شدة المخاوف. وأضافت أن ردود الفعل العامة ستبقى أقل حدة مقارنة بالفترة التي تسبق موسم الدراسة في الخريف.