منبر 24
لا يزال الجراد الصحراوي يشكل تهديدًا متزايدًا للأمن الغذائي والزراعي في العديد من دول إفريقيا وآسيا، حيث تواصل أسرابه اجتياح المحاصيل الزراعية والنباتات الطبيعية خلال فترات وجيزة، متسببة في خسائر فادحة. وقد أفادت تقارير حديثة بوصول هذه الأسراب إلى مناطق في جنوب شرق المملكة، مما يثير المخاوف بشأن تأثيرها على القطاع الزراعي المحلي.
التغيرات المناخية تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم هذه الظاهرة، إذ إن وفرة الأمطار والرطوبة تسهم في ازدهار أعداد الجراد وانتشاره السريع. ويؤكد الخبير البيئي مصطفى بنرامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، أن غياب التنسيق الفعال في مواجهة هذا الخطر قد يؤدي إلى كارثة زراعية، مشيرًا إلى ضرورة تبني استراتيجيات متطورة لرصد تحركات الجراد والتدخل في الوقت المناسب.
وتشهد مناطق شمال إفريقيا تحديات متزايدة مع اقتراب الجراد من المنطقة، حيث رصدت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” انتشار أسراب منه في المغرب، لاسيما في وادي درعة وطاطا وفم الحصن. كما أكدت المنظمة أن الظروف المناخية الحالية تهيئ المجال لظهور جيل جديد من الجراد في الصحراء الكبرى والقرن الإفريقي، مما يستدعي تكثيف الجهود لمواجهته قبل أن يتحول إلى أزمة زراعية واسعة النطاق.
لمكافحة هذه الظاهرة، يشدد الخبراء على أهمية الجمع بين الحلول الكيميائية والبيولوجية، مع التركيز على تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي والأقمار الصناعية لتتبع تحركات الجراد. ويؤكد بنرامل أن المكافحة الوقائية والاستباقية هي السبيل الأمثل للحد من الأضرار، مشيرًا إلى أن تعزيز التعاون الدولي والاستثمار في الأبحاث البيئية سيؤديان إلى استراتيجيات أكثر استدامة لحماية المحاصيل وضمان الأمن الغذائي.
