بقلم : عبد العزيز العيادي
انه لمن المؤسف أن ترى مشهد الحافلات وسيارات الأجرة تنقل الآلاف من أبناء الجنوب الشرقي الذي يحتوي على ثروات باطنية مهمة إلى المدن الداخلية من اجل العمل في مصانع وشركات شبيهة بالسجون بدون ادنى حقوق العمل.
فيتكرر هذا المشهد كل عيد وكل عطلة فمنهم من ترك وراءه أمه المريضة أو زوجته الحامل أو طفله الصغير أو اباه الطاعن في السن فيذهب وفي قلبه حصرة وهو يعلم أن أمه إن تفاقمت حالتها المرضية لن تجد في الجنوب الشرقي كله سرير إنعاش، وزوجتة الحامل لن تجد سيارة إسعاف، وابنه لن يجد مصلا مضادا لسموم العقارب والأفاعي،
ورغم كل هذا لابد أن يسافر من اجل ان يعمل ليأخذ في آخر كل شهر ثمن بخس من تلك الشركة اللعينة والتي هي أقرب لسجن من كونها مقر عمل، فتأخذ من حريته وسعادته و صحته اليوم تلو الآخر ، و من شهر لشهر ،والعام بعد العام ، حتى ينتهي ويذهب شبابه في لاشيء.
وتجد انه رغم بعد المسافة الا ان هذه الشركات تشترط على أبناء الجنوب الشرقي العودة للعمل في غضون سبعة أو عشرة أيام تأخد منها الطريق يومين كاملين فتضرب هاذه الشركات والمصانع عرض الحائط كل ما يمس لحقوق الإنسان بصلة، بل إن الجشع والطمع يدفع أرباب هذه الشركات الى الطلب من بعض أبناء هذا الجنوب أن يستمروا في العمل أو الحراسة في أيام عيد الأضحى الذي هو يوم مقدس عند جميع المغاربة، فيه يجتمع الاحباب والعائلات من اجل صلة الرحم ونسيان مشاكل وضغط العمل، ويأتي هذا الطلب تحت ذريعة ان أبناء الجنوب الشرقي أمناء (والله يعمرها دار) و إن لم تستجب للطلب فأنت مطرود من العمل ( والله يخلها دار ).
السؤال هنا يطرح نفسه على المسؤولين عن الجنوب الشرقي بمختلف مناصبهم ورتبهم ماذا قدمتم لأبناء الجنوب الشرقي؟؟؟؟؟؟؟
ألستم انتم من كلفكم صاحب الجلالة نصره الله أن تقوموا بتنمية هذا الجزء المنكوب من الوطن ماذا قدمتم لساكنة الجنوب الشرقي لا صحة ولاتعليم ولا فرص عمل و لا تنمية ولاولاولا………… .
لقد قطعت مسافة 600 كيلومترا من بودنيب مرورا على ما تسمى ب(عاصمة الجهة) الرشيدية وكلميمة تم تنجداد وما أدراك ما تنجداد الذي بلغت عدد الحفر في شارعها الرئيسي عدد ضقات قلبي وانا ابن التانية والتلاتون، تم مرور بانيف وتازرين وتغبالت وزاكورة وتمكروت وتاكونيت والمحاميد التي تعتبر (الشاكمة) ديال جهة درعة تافيلالت.،هنا علمت أنه لا جدوى من أن نطالب المسؤولين عن الجهة بتنمية زاكورة والمحاميد واكدز وتينزولين ووو.. فهم لم يستطيعوا حتى تنمية ما يسمونها ب(عاصمة الجهة) فإن رأيت حال كلميمة وتنجداد ستعلم أن تنمية زاكورة ونواحيها بعيد المنال.
وبهذا تبقى التنمية بجهة درعة تافيلالت معطوبة ومعطلة إلى إشعار آخر ويبقى أبناؤها مشردين في وطنهم الحبيب ويبقى كذلك منتخبوها بدون مسؤولية أخلاقية ويبقى ربط المسؤولية بالمحاسبة مجرد عبارة يكررها الشرفاء وحتى الفاسدون.