عزيز المسناوي
استغرب حزب الحركة الشعبية الصمت الحكومي المريب والتستر غير المفهوم عن نتائج الجولة الأخيرة للحوار الاجتماعي، مسجلا غياب أي بيان رسمي يكشف عن نتائجها ومخرجاتها باستثناء تصريحات معزولة وغير رسمية لبعض أعضاء الحكومة وممثلي النقابات المشاركة في هذا الحوار، والتي أضفت ضبابية وغموض أكبر حول مساره وغاياته على عكس ما رافق محطة ميثاق 30 أبريل 2022 من سخاء في الإحتفاء و التطبيل و حملات إعلامية مكثفة.
وفي هذا الصدد، دعا المكتب السياسي للحزب، في بلاغ صادر عقب اجتماعه الدوري برئاسة محند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية، يوم الجمعة 07 أكتوبر 2022 بمقر الأمانة العامة بالرباط، توصلت جريدة “منبر24” بنسخة منه اليوم الأحد، دعا الحكومة والنقابات المعنية إلى تملك الجرأة السياسية وتنوير الرأي العام الوطني والأجراء بما خلص إليه هذا الحوار خاصة فيما يتعلق بالزيادة العامة في الأجور وبتخفيض الضريبة على الدخل لكافة الأجراء في القطاع العام والخاص، “وذلك تفعيلا للتوافقات المعلنة بخصوص الميثاق الاجتماعي الموقع عشية فاتح ماي الماضي خاصة ونحن على بعد أيام معدودات على عرض مشروع القانون المالي للسنة المقبلة على البرلمان وهو المشروع الذي لازالت الحكومة تتكثم عن الحلول العملية التي سيحملها لمواجهة تداعيات الغلاء ومخلفات الجفاف و سوء تدبير ملف المحروقات وعن الوصفة الحكومية لتنزيل الوعود الانتخابية للأحزاب الممثلة فيها، علاوة على التماطل في تنزيل مشروع القانون التنظيمي للإضراب و القانون المنظم للنقابات المهنية”.
كما جدد حزب الحركة الشعبية دعوة الحكومة إلى تملك الجرأة السياسية لإعادة إصلاح منظومة التربية والتكوين إلى سكته الطبيعية بغية وضع حد للاحتقان القائم ولعشوائية التدبير وغياب الرؤية والحكامة المطلوبة.
ومن جهة أخرى، استنكرت الحركة الشعبية، التمادي الممنهج للحكومة في التخطيط لأزمة ثقافية تدمر قيم تمغربيت في صفوف الأجيال الشابة الحالية والمقبلة، في إشارة إلى ما خلفته بعض المهرجانات المدعمة والمنظمة تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل من ممارسات مشينة ومخالفة لقيم المغاربة الأصيلة والراسخة، على غرار مهرجان الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية الذي تضمن فقرات موسيقية خادشة للقيم، بسبب سلوكيات المدعو “الغراندي طوطو”.
وفي الشأن الداخلي للحزب، أكد البلاغ مناعة البيت الحركي وتماسكه أمام كل المحاولات الساعية فاشلة للتشويش على مؤتمره الوطني المقرر عقده يومي 25 و 26 نونبر 2022 بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، وعلى مواقفه واختياراته كحزب وطني أساسي حامل لمشروع مجتمعي بديل من موقع المعارضة المؤسساتية المسؤولة، منوها بالعمل الجبار الذي تقوم به اللجنة التحضيرية مؤطرة بروح العمل الجماعي وتعبئة حركية منقطعة النظير وبانخراط كافة الحركيات والحركيين.
