مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية أثار انتباه سكان الحي المحمدي الظهور المفاجئ للمنتخبين، هؤلاء الذين اختفوا لسنوات إلى درجة أن مجموعة من ساكنة الحي المحمدي راسلوا القناة الثانية لإذاعة أسمائهم ضمن برنامج مختفون وركن المتغيبين ….
ظهروا من جديد -ويا ليتهم ما ظهروا – في حلة جديدة فإلى جانب تواثر أنباء عن اتصالهم بمجموعة من سماسرة الانتخابات لحشد الأصوات لفائدتهم وطوروا أداءهم وتقنياتهم التواصلية في محاولة يائسة وبئيسة لاستبلاد هؤلاء البسطاء من سكان هذا الحي من خلال الإدلاء بمعلومات لا أساس لها من الصحة ،وبتبني منجزات لم نر منها على أرض الواقع أي شيء، “تخيلوا معيا” أن رئيس مقاطعة يتباهى بتغيير نافورة قديمة بأخرى جديدة وتبليط محيطها بالقرب من مسجد المملكة العربية السعودية ..
ما هذا العبث ما هذا الاستهثار ،لهذه الدرجة تعتقدون أننا بلداء وأغبياء، لقد شاهد القليلون مقطع فيديو دعائي بثه رئيس مقاطعة الحي المحمدي -في إطار الحملات الانتخابية السابقة لأوانها- حيث ظهر بشكل غير موفق تماما مرتبك متناقض في كلامه ومستفز لشعور ساكنة الحي، تحدث عن تاريخ الحي المحمدي في غير سياق الكلام وكأن من انتخبوه اختاروه ليذكرهم أن سوسيكا وبشار الخير والأحياء العمالية هي أصل هذا الحي ، تحدث عن سياسة الاقتراب من الساكنة وهو الأمر الذي لم يلمسه أحد، ضاقت به الدنيا فاعتبر مساحة مقاطعة الحي المحمدي صغيرة – ولعل هذا الصغر ما يفسر تواجده المتكرر وسط السكان وتخصيصه لعشرات السيارات الجديدة لنوابه وموظفيه للتنقل على اعتبار أن المقاطعة صغيرة ويلزم سيارات نفعية عديـــدة للتنقل بداخلها (علامن كضحكو ).
وقد بلغ الضحك على الدقون مبلغه ووصل الاستهزاء منتهاه (والطنز العكري رجع كحل ) عندما تحدث عن الحادث المأساوي بدرب مولاي الشريف بعد سقوط منزلين قديمين فوق رؤوس ساكنيها حيث اعتبر الخسائر -والحمد لله والشكر لله – محدودة …. محدودة، حسب قوله ثلاثة قتلى فقط وعشرات الجرحى “ولهلا يزيد كثر أشريف “، حادث قامت لأجله مختلف أجهزة الدولة ولم تقعد وتناقلته مختلف وسائل الإعلام حتى الدولية منها ، هذا الحادث الفظيع الذي توفي خلاله ثلاثة أبرياء كانوا يخلدون للنوم وأصيب العشرات وتشرد المئات لكن كل هذا في نظره خسائر بشريــة محدودة، والأكثر والخطيـــر هو تحميله المسؤولية للضحايا، فهم في نظره من أشعروا أن المنازل آيلة للسقوط ولم يلتزموا، أجل صدقت هم من وفرتم لهم سبل العيش والسكن البديل لكنهم فضلوا رغم ذلك السكن تحت أسقف هشة في انتظار أن تسقط وتحصد أرواحهم لتيتم أبناءهم وترمل نساءهـــــم ( أيها المتغافل الساكن فدار غفلون المتصل بالساكنة بشكل يومي حسب زعمك ، “راه هدوك الناس لي ماتوا وتصابوا لا يملكون حتى قوت يومهم” وقد دفعتهم الظروف الصعبة لسكن تلك المنازل المتهالكة ) …
هذا كلام يفتقر لأبسط شروط الحس الإنساني وأدنى حس بالمسؤولية “واش عارف أنك مسؤول ولا غير داوي يموتوا ثلاثة ديال الناس ويتجرحو ويتشردوا المئات ونتا تفيق حتا لحداش ديال النهار باش تقول هاد الخسائر البشرية محدودة هادشي علاش قدرك الله “.
ربما ما قلتموه لا يستحق المشاهدة فما بالك التحليل او التقييم بمجرد ما تسمع شخص يعتبر وفاة 3 اشخاص في حادث يتحمل الجزء الأكبر منه حدثا عاديا فقد انتهى الكلام على حد قول كبيركم الذي …
الخلاصة أن كلامكم هذا ومنجزاتكم الوهمية هاته يجب أن تحاسبوا عليها في الحد الأدنى بطردكم وفي الحد الأقصى بافتحاصكم ومحاكمتكم.
أنا لا أقول هذا لألمح إلى وجود بدائل حقيقية لكم فأغلبيتكم ومعارضتكم داخل مجلس مقاطعتكم ما هم إلا صور طبق الأصل ولعل ما يتسرب من بعض أوساطكم هو أن الأمر لا يعدو أن يكون تقاسم للأدوار… لكن أملنا كبير أن تتدارك الأحزاب هذه الأمور و تزكي أشخاص يكونون خير معين لهذا الحي المحمدي.