يعتبر الحي المحمدي أحد أكبر وأشهر أحياء الدار البيضاء، ومن أكثرها حضارة وتاريخا وذاكرة، وقد عرف هذا الحي الصفيحي في بداياته، باسم” كريان سنطرا “بعد تحويل كلمة* Carrière centrale”، قبل أن يتغير اسمه بعد الاستقلال.
والجدير بالذكر أنه من الحي المحمدي خرجت أول رصاصة ضد الاستعمار، وهو من أهم ما يفتخر به المنتمون لهذا الحي، كون العديد من أبنائه كانوا من المقاومين الذين دافعوا عن حرية هذا الوطن واستقلاله،ومن خيرة الفنانين والمبدعين ،على رأسهم مجموعة” ناس الغيوان” ومسرح الحي ،والقائمة طويلة.
فكيف تحول الحي الذي كان من أحسن الأحياء بالمدينة إلى مسرح للجرائم بأنواعها ؟ .
على الرغم من الجهود المبذولة من طرف الأمن الوطني إلا أنها تبقى غير كافية للحد من الجريمة بشتى أنواعها .
سرقة وفوضى والسكر العلني و أقراص مهلوسة و غيرها من الآفات تنتشر بالحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء .
غياب بدائل تشغل الشباب و تجعلهم ينظرون بأمل نحو المستقبل ، إلا أن المسؤولين عن تقديم الحلول غير مبالين ، بالأخص في هذه الفترة ، التي تتيح للمنتخبين التقرب من الفئة الناخبة للاستماع إليهم و معرفة معاناتهم ، تمثيلهم و الدفاع عنهم ، و إيجاد حلول لهذه الظاهرة التي باتت تقلق ساكنة الحي .
هذا التجاهل من طرف الناخبين يجعلنا نتسائل ، هل الانتخابات أصبحت مجرد وسيلة للتسابق على المقاعد و الإغتناء ، أم هي مسؤولية للإصلاح و إشراك الشباب في التنمية ، و توفير فرص عمل من أجل ضمان قوت يومهم و بالتالي ابعادهم عن هذا المستنقع و السماح لهم بالتطلع نحو مستقبل أفضل .
عادي اذ اصبح الحي المحمدي بهذا الشكل
كونه من أول الاحياء المقاومة للاستعمار الفرنسي
لقد قاوم سكان الحي المحمدي بالسلاح المادي ولا مادي مثل الاغنية والكلمة التي اصبحت في ما بعد اسرع واقوى من اشد الصواريخ العابرة للقارات فتكا فكان الزاما على المستعمر حتى بعد خروجه مذلولا مضحورا من وطننا الحبيب ان يصفي حسابه بمساعدة بعض (مسامر المائدة المنتسبين لنا ) والنتيجة تهميش الحي المحمدي الذي سوف يبقا دائما حيا في قلوب وذاكرة المغاربة