
منبر 24
تحوّل النقاش حول أزمة الماء في المغرب، التي دامت لسنوات وخلفت آثارًا مباشرة على تزويد المواطنين بالماء الصالح للشرب، من انشغال مجتمعي ومؤسساتي واسع إلى موضوع ذي حمولة سياسية يستعمل في الحملات واللقاءات الحزبية، حسب ما يؤكده خبراء في المجال المائي.
وفي هذا الإطار، حذّر الخبير في الموارد المائية، محمد بازة، من تصاعد ما أسماه “تسييس الماء”، موضحًا أن بعض الأحزاب السياسية باتت تستغل رمزية الأزمة المائية لعقد ندوات ورفع شعارات كبرى حول “الأمن المائي”، دون أي ترجمة عملية لهذه الخطابات على أرض الواقع. ويؤكد بازة أن هذه الظاهرة تبرز بشكل خاص مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.
ويرى المتحدث أن هذا الاهتمام الظاهري لا يجب أن يُخفي غياب مبادرات عملية حقيقية، متسائلًا: “أين هي حملات التوعية بترشيد استهلاك الماء؟ أين هي مساهمة الأحزاب في دعم مشاريع حفر الآبار أو توفير معدات المياه للقرى المتضررة؟”، مشيرًا إلى أن كل هذه الجهود ما تزال حكرًا على السلطات الرسمية فقط.
ورغم إقراره بأهمية اهتمام الفاعلين السياسيين بالأمن المائي، يشدد بازة على أن المواطنة الحقيقية تُقاس بالأفعال لا بالشعارات، وأن تنظيم لقاءات داخل القاعات لا يكفي، خصوصًا حين تفتقر للعمق العلمي والفعالية الميدانية، وتتحول إلى مجرد منصات للظهور الإعلامي والسياسي.
كما عبّر الخبير عن أمله في أن تتحمل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني جزءًا من المسؤولية الوطنية، من خلال الانخراط الجدي في التوعية وتعبئة الموارد لدعم المناطق المتضررة، بدل الاكتفاء بتسجيل الحضور في مشهد انتخابي متكرر، أصبح المواطن المغربي أكثر وعيًا به وقدرة على فرز النيات الحقيقية من الحسابات الضيقة.