منبر24
احتضنت ساحة باب الحد بمدينة الرباط، مساء أمس الأحد، انطلاق فعاليات برنامج “فن الحلقة”، ضمن الدورة الثانية والعشرين من المهرجان الدولي “مغرب الحكايات”، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يسلط الضوء هذا العام على موضوع “حكايات الماء” تحت شعار: “حكايتك ماء، ارويها ترويك”.
وتحولت الساحة إلى فضاء تفاعلي نابض بالتراث والحكاية الشعبية، حيث شارك حكواتيون مغاربة ارتدوا أزياء رمزية تجسد تيمة الماء، ليأخذوا الجمهور في رحلة عبر المخيال الشعبي الجماعي، بأسلوب سردي يأسر الحواس.
كما عرفت الأمسية مشاركة فرق فنية من المغرب وإفريقيا، أبدعت في تقديم عروض موسيقية تمازج فيها قرع الطبول بعزف النفار، في تجسيد حي لغنى وتنوع التراث الثقافي اللامادي.
وفي تصريحها للصحافة، أكدت نجيمة طاي طاي، مديرة المهرجان، أن هذه التظاهرة أصبحت موعداً دولياً رائداً، تستقطب رواد الحكاية من أكثر من 40 بلداً، مشيرة إلى أن اختيار “حكايات الماء” يعكس حرص المنظمين على التحسيس بأهمية الماء كعنصر حياتي وثقافي من خلال الحكايات.
وأضافت أن فن الحلقة يُعد ركناً أساسياً في البرنامج، حيث ستُقام حلقات للحكي في عدد من ساحات جهة الرباط – سلا – القنيطرة، وعلى رأسها ساحة باب الحد التي كانت تاريخياً ملتقى للرواة.
كما أعلنت عن تكريم شخصية “الكراب” خلال هذه الدورة، نظراً لرمزيتها في الثقافة الشعبية وعلاقتها الوثيقة بالماء، مؤكدة أهمية صون هذا الرمز وتثمينه.
من جانبها، اعتبرت عتيقة كلفاع، حكواتية وأستاذة، أن الحكاية باتت وسيلة ناجعة لتربية الناشئة على القيم البيئية في ظل التغيرات المناخية، مشددة على أهمية الحفاظ على الحكاية الشعبية بلهجتها المغربية، لأنها تمنحها العمق الثقافي والهوية.
وتتواصل فعاليات الدورة 22 للمهرجان الدولي “مغرب الحكايات” إلى غاية 13 يوليوز الجاري، وتشمل لقاءات كبرى بمشاركة رواة من المغرب والخارج، ومائدة مستديرة دولية حول “الماء في المتخيل الإنساني”، وماستر كلاس في فن الحكاية لتأهيل جيل جديد من الحكواتيين، مع ربط الإبداع برهانات البيئة المعاصرة.
