قال الموقع الألماني (قنطرة) إن المغرب اتخذ قرارات مصيرية واستثنائية في مواجهة جائحة كورونا، “حولت اللحظة إلى لحظة إجماع وطني له طبيعة خاصة”.
وجاء في مقال نشره الموقع الألماني للكاتب والباحث المغربي محمد طيفوري تحت عنوان “المغرب: الشعب والدولة “يد واحدة” أنه “ليس من المبالغة في شيء القول إن الدولة عرفت قدر نفسها، فدقت ناقوس الخطر مبكرا، واتخذت قرارات مصيرية واستثنائية، حولت اللحظة إلى لحظة إجماع وطني له طبيعة خاصة”.
ويرى صاحب المقال أن قساوة التدابير المفروضة لمكافحة فيروس كورونا و”التي مثلت سابقة في حياة أجيال من المغاربة لم تحل دون استحسان وترحيب الجميع بها، والثناء على نهج الدولة الاستباقي قصد تطويق وباء كورونا، إلى درجة أن باحثين ومراقبين تحدثوا عن لحظة إجماع وطني كبرى، على غرار ما حدث، قبل 45 سنة، زمن المسيرة الخضراء مثلا”.
وحسب الموقع الألماني فإنه حتى الأصوات والتيارات المحسوبة على المعارضة الراديكالية أرجأت الاختلافات السياسية، واصطفّت إلى جانب الدولة، مشيدة بكيفية تدبير الأزمة الصحية.
ولفت المقال الى أن “التاريخ سيسجل أن المغاربة أبانوا، باستجابتهم وتفاعلهم مع التدابير الوقائية التي اتخذتها الدولة لمواجهة وباء كورونا عن وعي ومسؤولية كبيرين، وكشفوا عن استعدادهم وقابليتهم للثقة في الدولة ومؤسساتها، متى جسدت فعلا مقومات دولة المواطنة الحقيقية”.
وأبرز أن السلطات المغربية تبنت خطة استباقية، قوامها سلسلة من القرارات والخطوات والإجراءات، الرامية إلى التخفيف من وقع هذه الجائحة وتأثيرها على مناحي الحياة في البلد.
فقد جاءت التدابير المتخذة تباعا، يضيف الموقع الالماني، بدءا من إجلاء المواطنين المغاربة العالقين في مدينة ووهان الصينية، ثم تعليق الدراسة بالمؤسسات التعليمية، وإغلاق دور العبادة والمقاهي والمطاعم، فمنع كل الأنشطة الرياضية والثقافية والسياسية والتجمعات الكبرى، وإحداث صندوق خاص لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، وإعلان حالة الطوارئ الصحية شهرا.
وهي “الاجراءات التي تلقّاها المغاربة قاطبة بالقبول الحسن، على الرغم مما تفرضه من مقتضيات تقيد الحقوق والحريات، فحركة التنقل اليومي باتت حكرا على أشخاصٍ محدودين، ممن تفرض طبيعة عملهم ذلك”، يقول الموقع الالماني.
وخلص صاحب المقال إلى أنه “أيا تكن النتيجة التي ستنتهي بها معركة المغرب ضد وباء كورونا، لا بد من الإشادة بيقظة الدولة المبكرة، بالمقارنة مع ما حدث في دول مجاورة (إسبانيا وإيطاليا وفرنسا)”.