
منبر24
بأسلوب هادئ ونبرة واثقة، دافع رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، عن مواقف حزبه في وجه ما اعتبرها “اتهامات تثير الشفقة” بشأن خوض حملة انتخابية سابقة لأوانها، مؤكداً التزام الحزب التام بالقانون واحترامه للضوابط الدستورية.
وفي كلمته خلال اللقاء الجهوي للحزب المنعقد بمدينة العيون تحت شعار “مسار الإنجازات”، شدد العلمي على أن “التجمع الوطني للأحرار يشتغل في انسجام تام مع الدستور”، ويقوم بأدواره التأطيرية والسياسية داخل المنظومة المؤسساتية بكل احترام، مشيراً إلى أن الحزب مستعد لخوض الانتخابات المقبلة بقوة وثقة، حين يحين موعدها.
وذكّر العلمي بأن حزب “الأحرار” ليس طارئاً على المشهد السياسي، بل وُلد في سياق وطني بالغ الأهمية عقب المسيرة الخضراء، ليشكل ركيزة للتوازن السياسي ويواكب التحول المؤسساتي، مؤكداً أن “الحزب يظل وفياً لثوابته، ومستمراً في مواكبة الأوراش التنموية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس”.
وأضاف أن الحزب “كان دائماً جزءاً من الحل، لا من المشكل”، واستعرض مراحل فارقة واجه فيها التجمع الوطني للأحرار تحديات وطنية بمسؤولية وهدوء، في وقت “يروج فيه البعض لأزمات وهمية ويهرب نحو الشخصنة”.
وردّاً على دعوات بعض الأصوات المعارضة برحيل الحكومة، تساءل العلمي مستغرباً: “من منح هذه الجهات صلاحية الطعن في مشروعية الحكومة؟”، مبرزاً أن هذا الخطاب يعكس ارتباكاً سياسياً مردّه غياب البدائل الحقيقية، وأن الأغلبية الحكومية تشتغل بتماسك وانسجام مع المؤسسة الملكية.
وفي معرض حديثه عن الأداء الحكومي، أكد العلمي أن الحكومة الحالية واجهت واحدة من أصعب الفترات، بسبب الجفاف والضغوط الاقتصادية، لكنها تعاملت مع الظرفية بكفاءة، مشيداً بمخطط “المغرب الأخضر” كتحول نوعي في القطاع الفلاحي، يعكس رؤية اقتصادية متكاملة.
ووجّه العلمي رسالة لخصوم الحزب قائلاً: “من باب الشفقة، أقول لبعض المنتقدين إنهم يحتاجون لمزيد من الوقت لفهم ما يقع”، مؤكداً أن التجمع الوطني للأحرار سيظل وفياً لثوابته، ماضياً في خدمة المواطنين بثقة ومسؤولية.
من جهته، اعتبر محمد عياش، المنسق الجهوي للحزب بجهة العيون الساقية الحمراء، أن اللقاء يشكل محطة تنظيمية قوية تعكس الدينامية التي يعرفها الحزب، مبرزاً أن “مسار الثقة” و”مسار التنمية” و”مسار الإنجازات” لم تعد شعارات، بل تحوّلت إلى واقع يترجمه الأداء الحكومي اليومي.
وأشاد عياش بما تحقق من تنمية بجهة العيون الساقية الحمراء في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه جلالة الملك، لافتاً إلى أن الجهة باتت فضاءً مفتوحاً للاستثمار والازدهار، ورسالة حية على تشبث أبناء المنطقة بوحدتهم الترابية.
كما عبّر عن اعتزاز مناضلات ومناضلي الحزب بالنجاحات الدبلوماسية المحققة، خاصة ما يتعلق بفتح قنصليات أجنبية بالصحراء المغربية، معتبراً أن حضور قيادة الحزب بالعيون يحمل رسائل قوية تعكس وحدة الصف والتزام المركز بمواكبة الدينامية الجهوية.