اعلان
اعلان
مقالات الرأي

العالم المنسي

اعلان

نثير هذا الموضوع في ظل جائحة كورونا حيث غيرت جميع مناحي الحياة في البوادي، فبعد آفة الجفاف وارتفاع أثمنة الأعلاف والنقص الحاد في مياه الشرب وكذلك مياه السقي وتوقيف منظومة الدراسة وضعف التطبيب والكساد في أثمنة المواشي وضعف القدرة الشرائية بصفة عامة، مشاكل كثيرة يتخبط فيها العالم القروي لا يتسع المجال لذكرها كليا.

فالناس في العالم القروي يواجهون صعوبات أهمها ما هو متعلق بالتعليم عن بعد فليس كل الآباء هنا يقرأون وان كانوا يملكون الهواتف… فالأغلبية منهم أميون، فكيف يمكن لهم ان يعلموا ابناءهم من درس عبر الهاتف…فالناس هنا لا تغطي شبكة الانترنت كل الاماكن التي يتواجدون بها… لا علم لهم ببرنامج التلفزي لمتابعة الدروس… انهم اميون غالبا …هنا منهم من يشتغل في القطاع الغير المهيكل ويواجهون صعوبة الولوج الي الموقع الخاص بصندوق تدبير كوفيد 19.

اعلان

العالم القروي ملتزم، لكن البعض لا يتوفر على بطاقة الراميد وأيضا غياب تام للدراسة عن بعد وذلك راجع بالخصوص إلى غياب الهواتف والانترنيت، هنا توجد شبكة واحدة تغطية لعدد كبير من الناس، فالعائلات ليس لهم القدرة على شراء التعبئة كل يوم ومنهم من ليس له هاتف بالمرة وحتى التلفزة، أما بالنسبة للأغذية والخضروات فهي متوفرة ولكن الناس ليس لها دخل وهذا يشكل عائق وإلى الآن لم يتوصلوا بالدعم اما فيما يخص العلف للماشية فهو متوفر وبكثرة.

إن سكان الأرياف يعتبرون السوق الأسبوعي بمثابة البورصة حيث يذهب القرويون لسوق لبيع ما جادت به أرضهم (عسل، زيت، بيض، دجاج، بهائم…) وثمن البيع يتم تدويره أي يقتني به علف للماشية وحاجيات الأكل والشرب للأسرة، لكن مع إغلاق السوق الناس بين مطرقة الجفاف وسندان الحجر، بل
حتى مسألة الدعم المادي متأخر بشكل كبير.
بعد قطع كل الطرق وإسكان الجميع في بيوتهم، تأزمت أوضاعهم المعيشية، ولكنهم لا يخافون من الموت ولا الفقر (أساسا يعيشون فيه) ومسندون أمرهم لله، إلا أن مخاوفهم تتمثل في خوفهم على أولادهم (جيل المستقبل، وشعلتهم التي يرون فيها وميض الحياة)، الباقون بدون تمدرس لا عن قرب ولا عن بعد.

لانبخس مجهودات الدولة ولكن هناك اكراهات للوسط الريفي، فالدولة تعمل على تقريب بعض السلع إلى الدواوير، كالخضر والفواكه مثلا أما فيما يخص المواد الغذائية فهي متوفرة، بالإضافة إلى مساعدة الدولة وبعض المحسنين للعائلات المعوزة على العموم الناس، فهناك وعي تام بالظروف المحيطة رغم إلغاء السوق الأسبوعي.
يتخوف سكان الأرياف من اغلاق الأسواق الأسبوعية، التي كانت مصدر الدخل لدى بعض الفلاحين الصغار، (بيع القليل من الماشية والحبوب) لسد حاجياتهم، وما زاد الطين بلة هي التأخر من الاستفادة التي وضعتها الدولة في هاته الجائحة.
فالخلاصة أن سكان الأرياف يكافحون في عز الأيام العادية أما في ظل هذا الحجر فهي تكافح من أجل البقاء، فدور الجمعيات المجتمع المدني، في الأرياف يجب أن يبرز في عز الأزمة، وتساعد كل جمعية دوار تنتمي إليه، لتخفيف عنها حاجياتها، مع تدخل الدولة بشكل كاف لتقديم مساعدات مختلفة لهؤلاء سكان الأرياف فهم يعانون في صمت ولا من يكترث لحالتهم المادية المزرية، بعد توقف الأسواق التي كانوا يبيعون منتوجاتهم الفلاحية فيها للتزود بما يسد رمقهم.
أخذت الدولة على عاتقها تقديم العون والمساعدة ضمن صندوق مكافحة جائحة كورونا، يحاولون أن يرسلوا معلومات لتسجيل لاستفادة من ذلك في الموقع، لكن لا أجهزة الكترونية، ولا معرفة بالمعلوميات، ينضاف لها ماقد سلف سابقا.

اعلان
اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى