يعرف العالم سيلا و تدفقا جارفين من المعلومات سهل على المتلقي دمقرطة الوصول إليها بطريقة منقطعة النظير، مما رفع من منسوب الوعي و التعلم و الأداء و التطور، وهو أمر محمود كرسته إيجابيات العولمة.
لكن رغم ذلك، هناك فجوة رقمية بين البلدان المتقدمة و نظيرتها في طريق النمو و داخل البلدان نفسها، وهو مصطلح ظهر في بداية الألفية الثالثة في علم الإجتماع و علم الحاسوب و الذي يعني تلك الفجوة fracture بين الذين بمقدورهم استعمال الأنترنيت بسبب امتلاكهم المهارات اللازمة و القدرات المادية و بين الذين لا يستطيعون استعمال الأنترنيت.
و هذا يؤشر على مدى تقدم البلد من خلال التعاطي مع المنظومة الرقمية و تملكها.
قرأت منذ سنوات كتاب ” الفجوة الرقمية” وفوجئت بالتنافس الحاد في تصدر مؤشرات المجال الرقمي و الأمن المعلوماتي بين الولايات المتحدة و إسرائيل، و أكتشفت كم نحن متخلفون في خطاباتنا التي تدعو إلى تدمير إسرائيل و هدمها فقط بأفواهنا الغبية، بينما هم يحاربوننا بتملك التكتولوجيا و البحث العلمي و حرية الإيداع داخل مجتمعهم العرقي رغم أنهم يغتصبون فلسطين و شعب فلسطين. فالعولمة أعطتنا فرصا لللحاق بالركب الحضاري و تجاوز الفجوات الرقمية و هذا لن يتم إلا بتجاوز الأمية و تعميم التعليم و القضاء على الجمود المجتمعي الذي يرفض التغيير و الرفع من الدخل و تواجد ترسانة قانونية و تشريعية تؤهل لتواجد بيئة تمكينية.و هذا ليس بالعسير!!!
