زربي مراد
تواجه المؤسسات التعليمية بالدار البيضاء خطرا محدقا يتهدد التلاميذ، ويتعلق الأمر بمخدر “البوفا” أو ما يصطلح عليه بمخدر الفقراء، الذي انتشر بشكل واسع في المدارس والثانويات.
و”البوفا”، الذي يحول متعاطيه إلى وحش آدمي، هو عقار بلوري مخدر خطير ذو تأثير عقلي، ويمكن أخذه عن الطريق الحقن أو الاستنشاق أو التدخين، تم تصنيعه لأول مرة في أمريكا عام تقريبا 1986، وظهر أول مرة في أوروبا بجمهورية التشيك قبل أن يغزو أوروبا.
ولمخدر “البوفا” تأثير خطير على صحة المدمنين، إذ يؤثر مباشرة على القلب والرئة، وقد تنتج عن استعماله وفاة مفاجئة، ويتسبب في الهذيان، التأثير على الأجهزة التناسلية وربما يؤدي إلى العقم والعجز الجنسي، بالإضافة إلى الهيجان والعدوانية من أبسط الأمور.
ويؤدي التوقف عن استعماله، أوما يعرف بأعراض “الانسحاب”، إلى شعور لدى المدمن بالقلق والحزن والاكتئاب الذي يؤدي أحيانا كثيرة إلى الانتحار.
وفي هذا السياق، كشفت تقارير صحفية، أن تجار مخدر “البوفا” وجدوا في المؤسسات التعليمية فضاءات مناسبة لتصريف بضاعتهم، حيث يستهدفون التلاميذ المراهقين بالخصوص.
وبحسب ذات المصادر، فإن مخدر “البوفا”، الذي يصل ثمن “الغرام” منه إلى 300 درهم في المتوسط، يباع أمام أبواب المدارس بثمن لا يتجاوز 50 درهما، بعد أن يتم إعداده وطبخه على “نار هادئة”، ومزجه مع كمية من “الأمونياك”، إلى أن يصبح على شكل “حجرة”، أو “کریستال، وهو المصطلح الذي يستعمله المدمنون.
وأوضحت المصادر نفسها، أن تحضير مخدر “البوفا” يحتاج إلى قارورة و”طفاية” و”ستيلو” فارغ، وغالبا ما يتم استعماله إلى جانب مواد مخدرة أخرى، مثل “القرقوبي”و”الماريخوانا”، والمشروبات الروحية، من أجل أن يتمكن المدمن عليه من النوم، وإلا ظل مستيقظا أياما دون أن ترمش عيناه.