منبر24
في تحول لافت يعكس دينامية متسارعة للبنية التحتية الرقمية بالقارة الإفريقية، تصدر المغرب قائمة الدول الإفريقية الأكثر استضافة لمراكز البيانات، متجاوزًا جنوب إفريقيا التي كانت تحتفظ بالصدارة لسنوات طويلة.
وكشف تقرير حديث صادر عن “غلوبال فاينانس” في يونيو 2025، أن المغرب يحتضن حاليا 23 مركز بيانات، ما يجعله المحور الاستراتيجي الأول في مجال الاقتصاد الرقمي بالقارة السمراء، بحصة طاقة استيعابية تصل إلى 35% من الإجمالي الإفريقي.
يعكس هذا الإنجاز رؤية وطنية واضحة تم تأسيسها منذ 2020 عبر خارطة طريق طموحة وضعتها الوكالة المغربية للتنمية الرقمية، دعمتها حوافز ضريبية واستثمارية ضمن الميثاق الوطني للاستثمار، مما جذب استثمارات محلية ودولية في القطاع الرقمي الحيوي.
كما ساهم قانون سنة 2021 الذي فرض استضافة المعطيات الحساسة داخل التراب الوطني، في تسريع موجة إعادة توطين البيانات، مما زاد الطلب على تطوير مراكز البيانات الوطنية.
وشهد القطاع استثمارات مهمة من شركات الاتصالات الكبرى مثل اتصالات المغرب وInwi، بالإضافة إلى مشغلين متخصصين مثل Medasys وN+One، علاوة على مبادرات القطاع المصرفي الذي أسس مراكز بيانات خاصة، في حين تعتمد المؤسسات الأصغر على خدمات التأجير.
تتوزع مراكز البيانات المغربية بشكل رئيسي بين جهتي الدار البيضاء-سطات والرباط-سلا-القنيطرة، مع بروز مشاريع كبرى في مناطق أخرى مثل تطوان، حيث وقّعت شركة أمريكية صفقة بقيمة 500 مليون دولار لإنشاء مركز بيانات حديث.
ويأتي جنوب إفريقيا في المرتبة الثانية رغم إرثها الكبير في هذا المجال، تليها نيجيريا التي تشهد نمواً رقمياً سريعاً، ثم كينيا ومصر، اللتين تعتمدان على سياسات تحفيزية واستثمارات قوية لتعزيز بنيتهما التحتية الرقمية.
يعكس هذا التصنيف التوجه العالمي المتصاعد نحو هيمنة المعطيات والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، حيث تتسابق دول إفريقيا لترسيخ مكانتها في الاقتصاد الرقمي، ويظل المغرب في الطليعة بفضل رؤيته الاستراتيجية ومبادراته الفعالة.
