
تشير المعطيات الأخيرة إلى تغييرات ملحوظة في مشهد استيراد الحبوب في المغرب، حيث أصبح الاعتماد على مصادر مختلفة بشكل متزايد نتيجة لتطورات السوق العالمية. في هذا السياق، كشف تقرير صادر عن الخدمة الزراعية الخارجية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية (USDA FAS) أن المغرب استورد كميات ضخمة من الحبوب في الفترة الأولى من عام 2024، ما يعكس التحديات التي يواجهها قطاع الحبوب في المملكة. وأوضح التقرير أن المغرب يعمد بشكل متزايد إلى استيراد القمح من البحر الأسود، ولا سيما من روسيا وأوكرانيا، بعد انخفاض إمدادات فرنسا من هذه المادة الحيوية.
وبحلول نهاية فبراير 2024، استوردت المملكة المغربية نحو 7.5 مليون طن من القمح خلال موسم 2024/2025، في وقت سجل فيه استهلاكها الإجمالي من القمح حوالي 10 ملايين طن. وقد أظهر التقرير الأمريكي أن المغرب أصبح يعتمد بشكل كبير على واردات القمح من روسيا وأوكرانيا، وهو ما يعكس تحولات في استراتيجيات السوق المحلي في ظل التقلبات المستمرة في أسواق الحبوب العالمية.
وفيما يخص الحبوب الأخرى، استورد المغرب منذ بداية عام 2025 نحو 750 ألف طن من الشعير، ما يمثل حوالي ثلث احتياجاته من هذه المادة الحيوية التي بلغت 2.2 مليون طن. كما شهدت واردات المغرب من الذرة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث وصلت إلى 2.7 مليون طن خلال شهري يناير وفبراير 2024.
ومن المتوقع أن يستمر الاستهلاك العالمي للقمح في الارتفاع خلال شهر مارس، رغم تراجع واردات بعض الدول الكبرى مثل الصين وتركيا. كما أظهرت المعطيات أن الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية قلصت من صادراتها من القمح، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في الأسواق العالمية.
هذه المعطيات تشير إلى تغييرات في ديناميكيات التجارة العالمية للحبوب، وتحولات في سياسات استيراد المغرب التي تهدف إلى تلبية احتياجاته المحلية في ظل تقلبات الأسواق العالمية.