عزيز المسناوي
وجه الملك محمد السادس، مساء أمس الإثنين 29 يوليوز الجاري، خطابا إلى شعبه، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتربعه على عرش أسلافه الميامين. وركز الملك في جزء هام من خطابه على إشكالية الماء كواحدة من التحديات التي تحتاج إلى مزيد من الجهود و اليقظة و إبداع الحلول لمواجهة العجز المتزايد في المياه بالمملكة بسبب توالي سنوات الجفاف والتغيرات المناخية أثرت بشكل عميق على الإحتياطات المائية والمياه الباطنية، وجعل الوضعية المائية أكثر هشاشة وتعقيدا.
وشدد الملك، في الخطاب السامي الذي وجهه إلى الأمة، على ضرورة استكمال برنامج بناء السدود مع إعطاء الأسبقية للسدود المبرمجة في المناطق التي تعرف تساقطات مهمة.
كما دعا جلالته إلى تسريع إنجاز المشاريع الكبرى لنقل المياه بين الأحواض المائية وذلك بربط حوض واد لاو واللكوس، بحوض أم الربيع، مرورا بأحواض سبو وأبي رقراق.
وستمكن هذه المشاريع، يؤكد الملك، من الاستفادة من مليار متر مكعب من الماء التي كانت تضيع في البحر، حسب البرنامج المحدد لها، والذي يستهدف تعبئة أكثر من 1,7 مليار متر مكعب سنويا.
كما أكد على ضرورة تسريع إنجاز محطات تحلية مياه البحر، لتعبئة أكثر من 1.7 مليار متر مكعب سنويا. ولتغطي في أفق 2030 أكثر من 30 في المائة من حاجيات المملكة من المياه.
وبخصوص ترشيد الاستهلاك، قال الملك إنه لا يعقل أن يتم صرف عشرات المليارات لتعبئة الموارد المائية مع تواصل مظاهر تبذيرها وسوء استعمالها.
وفي هذا الصدد، حث جلالة الملك، السلطات المختصة، على المزيد من الحزم في حماية الملك العام المائي، وتفعيل شرطة الماء، والحد من ظاهرة الاستغلال المفرط والضخ العشوائي للمياه.
ودعا جلالة الملك إلى المزيد من التنسيق والانسجام، بين السياسة المائية والسياسة الفلاحية، لاسيما في فترات الخصاص، مع العمل على تعميم الري بالتنقيط.
كما أعطى جلالته توجيهاته لاعتماد برنامج أكثر طموحا، في مجال معالجة المياه، وإعادة استعمالها، مشددا على ضرورة تشجيع الابتكار، واستثمار ما تتيحه التكنولوجيات الجديدة في مجال تدبير الماء.
