بعد الإعلان عن بداية دورة المونديال الحالي ، إنهالت أغلبية الجماهير العربية و الإسلامية بكيل الثناء و المديح لدولة قطر نظرا لتشددها في فرض مواقفها و قناعاتها في عدة أمور متعلقة بما تعتبره حفاظا على الثوابت الدينية الإسلامية من قبيل رفض دخول المثليين و أصحاب الجنس العابر و رفض شرب أنواع الخمور في محيط الملاعب، و تعيين مؤذنين في المساجد ذوي أصوات شجية ووضع لوحات خاصة بأحاديث نبوية تحث على تسامح الإسلام و غيرها. و هو إستثمار ذكي لقيم روحية و الرأي العام الدولي موجه إلى هذا البلد. فإستثمار 300 مليار دولار في البنية التحتية و الخدماتية دفع الدوحة إلى استثمار الحدث في المشترك الروحي و إرسال قيم الإسلام الحقيقية وليس ما يمارس بشكل يومي من خطابات متطرفة و جهادية و أعمال إرهابية باسم هذا الدين العظيم. فقطر ب ” ضربة المعلم” هاته ستسحب البساط من العربية السعودية مهد الأماكن المقدسة التي يحج إليها أكثر من 20 مليون شخص سنويا بين معتمر و حاج. فالرياض انفتحت مؤخرا على الترفيه و هي حاليا في مرحلة إعداد مشروع سياحي بمنطقة البحر الأحمر ب 200 مليار دولار يمكنها من تنويع اقتصادها حتى لا يعتمد على بيع النفط فقط .لذا فإن الدوحة سجلت نقطا عديدة في جاذبيتها الروحية مقارنة مع الرياض خاصة و أن جرح الصراع لم يندمل بعد بين محور الرياض و أبو ظبي و القاهرة من جهة و الدوحة من جهة أخرى . فالمحور الأول يتهم الدوحة بدعم تنظيم الإخوان المسلمين بقيادة الراحل يوسف القرضاوي و احتضان قيادات من حماس و دعم قوات متطرفة في سوريا و تحريك قناة الجزيرة في تأجيج في ما أصبح يسمى بالخريف العربي و احتضان حركة طالبان الأفغانية. فهل نجحت الدوحة في بعث رسائل تسامح الدين الإسلامي العظيم أم استثمرت اللحظة العالمية للهيمنة و الحديث كمخاطب بديل بإسم الحقل الروحي . الأيام ستجيبنا.