
منبر24
اختُتمت، مساء الجمعة بالرباط، فعاليات الهاكاثون الوطني لتعزيز التحول الرقمي لجمعيات المجتمع المدني، بتتويج أربعة مشاريع مبتكرة، استطاعت الانتقال من مرحلة الفكرة إلى مرحلة التنفيذ الفعلي، بفضل مواكبة تقنية ومهنية مكثفة.
الحدث، الذي نظم بمبادرة من الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، وبشراكة مع شركة “هواوي المغرب”، سعى إلى تعزيز القدرات الرقمية للجمعيات، وتمكينها من الاندماج في الدينامية الرقمية الوطنية، بما يخدم دورها التنموي والاجتماعي.
وشكل الهاكاثون، الممتد على مدى ثلاثة أيام، فضاءً لتبادل الخبرات واكتساب المهارات الرقمية، من خلال ورشات تكوينية وتأطير عملي، ساهم في رفع جاهزية الفاعلين الجمعويين لاستخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة.
مشاريع متوجة برؤية مجتمعية مبتكرة
تميزت هذه النسخة بتتويج أربع جمعيات، قدمت مشاريع نوعية تخدم الفئات الهشة وتستجيب لحاجيات مجتمعية واقعية:
1. المرتبة الأولى: جمعية توادا للتنمية والثقافة – تونفيت
• مشروع: منصة إلكترونية لجمع وتوزيع الألبسة والأغطية، تربط بين المتبرعين وساكنة الجبال.
2. المرتبة الثانية: الجمعية المغربية للإغاثة المدنية – فرع الأخصاص
• مشروع: منصة “إغاثة”، موجهة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، توفر محتوى تعليمي وتدريبي ملائم.
3. المرتبة الثالثة: جمعية البراءة لمربي ومربيات التعليم الأولي – أولاد تايمة
• مشروع: تطبيق “المربية الذكية”، يوفر تكوينًا بيداغوجيًا عن بعد لفائدة مربيات التعليم الأولي في المناطق النائية.
4. المرتبة الرابعة: جمعية تاروا نتمازيرت – سيدي إفني
• مشروع: تطبيق لسقي ومتابعة نمو شجرة الأركان، كآلية للحفاظ على هذا الإرث البيئي الوطني.
وفي كلمة له خلال الحفل الختامي، أشاد شفيق الودغيري، الكاتب العام للوزارة، بالإبداع الذي أبانت عنه الجمعيات المشاركة، مؤكدا أن المجتمع المدني المغربي يزخر بكفاءات واعدة وأفكار مبتكرة، وأن انخراطه في مسار الرقمنة سيمكنه من تعزيز حضوره وتأثيره في التحولات الاجتماعية والاقتصادية.
أما نائب رئيس “هواوي المغرب”، جيسون تشين، فعبّر عن قناعة الشركة بأن التحول الرقمي لم يعد حكرًا على المؤسسات الكبرى، بل بات ضرورة جماعية، مؤكدا استمرار “هواوي” في دعم مبادرات المجتمع المدني في هذا الإطار.
شهد الهاكاثون مشاركة 45 جمعية وطنية، مثّلتها أكثر من 90 فاعلة وفاعلًا جمعويًا، استفادوا من جلسات تدريب وتأطير أطرها خبراء في الرقمنة والعمل الجمعوي، بهدف تطوير حلول تقنية تستجيب للتحديات اليومية للمجتمع.
وقامت لجنة تحكيم علمية وتقنية بتقييم المشاريع بناءً على معايير محددة، شملت الابتكار، الملاءمة مع الحاجيات، القابلية للتنفيذ والتطوير.
يندرج هذا الحدث ضمن تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمجتمع المدني “نسيج” للفترة 2022-2026، خاصة في شقها المتعلق بإرساء مجتمع مدني منظم، مستقل، وقوي.
وتواصل الوزارة جهودها لرقمنة العمل الجمعوي عبر مشاريع مثل “المنصة الوطنية للجمعيات” و“بوابة العمل التطوعي التعاقدي”، كأدوات لمواكبة التحولات التشريعية والتقنية التي يشهدها مجال العمل المدني في المغرب.