
الوفد المغربي أمام مجلس السلم والأمن الإفريقي: التعليم ركيزة للتعاون جنوب–جنوب ومحرك للسلام والتنمية
منبر24
أكد الوفد المغربي المشارك في الجلسة العمومية لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي حول “التعليم في حالات النزاع بإفريقيا”، أمس الأربعاء بأديس أبابا، أن المملكة، ووفقاً للرؤية الملكية المتبصرة، تعتبر التعليم ركيزة استراتيجية للتعاون جنوب–جنوب القائم على التضامن والابتكار.
وأوضح الوفد أن المغرب، تماشياً مع توجيهات جلالة الملك محمد السادس، يجدد التزامه الثابت بالعمل إلى جانب الدول الإفريقية لضمان حصول كل طفل على تعليم في بيئة آمنة وشاملة، باعتباره محركاً أساسياً للسلام والتنمية.
وفي هذا السياق، أشار الوفد إلى أن آلاف الطلبة الأفارقة يستفيدون سنوياً من منح دراسية تقدمها المملكة، تتيح لهم الولوج إلى تكوينات جامعية ومهنية عالية المستوى في مجالات استراتيجية مثل العلوم، الصحة، الفلاحة، والهندسة. ويتم تنفيذ هذا التعاون عبر الوكالة المغربية للتعاون الدولي، التي تلعب دوراً محورياً في استقبال ومواكبة الشباب الأفارقة وضمان نجاحهم.
كما أبرز الوفد أن المغرب لا يكتفي بتوفير التكوين، بل يتقاسم خبرته في إصلاح التعليم، ورقمنة المحتوى، وضمان استمرارية العملية التعليمية في أوقات الأزمات، إلى جانب إنجاز مشاريع مشتركة مع دول إفريقية لبناء وتأهيل البنيات التحتية التعليمية، وتكوين الأطر، وتعزيز الأنظمة في المناطق الهشة.
وحذر الوفد من آثار النزاعات المسلحة والأزمات الممتدة على الأنظمة التعليمية، بما في ذلك تدمير البنيات التحتية، والنزوح القسري للمدرسين والتلاميذ، والانقطاع المطول للدراسة، إضافة إلى تحويل الموارد المالية نحو الجهود العسكرية على حساب التعليم، ما يحرم أجيالاً كاملة من فرص التعلم ويقوض النسيج الاجتماعي.
وشدد الوفد المغربي على أن التعليم ليس مجرد حق أساسي، بل رافعة استراتيجية للوقاية من النزاعات وترسيخ السلام المستدام، عبر تعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل والحوار بين الثقافات، وتكوين مواطنين قادرين على حل النزاعات بطرق سلمية وبناء مجتمعات صامدة.
ودعا في ختام مداخلته إلى الاستثمار المستدام في أنظمة تعليمية دامجة وذات جودة، حتى في أوقات الأزمات، وحماية المؤسسات التعليمية باعتبارها ملاذات آمنة، مؤكداً أن “الاستثمار في التعليم هو استثمار في أمن واستقرار قارتنا وتنميتها المستدامة، وضمان مستقبل يسوده السلام للأجيال القادمة”.