بقلم يونس لقطارني
يقود الملك محمد السادس ملك المغرب بنظرته الثاقبة و بقيادته الرشيدة مشروعا تنمويا حقيقيا، يهدف لإخراج المغاربة من فقراء إلى صانعين لعالم أكثر رحابة وجمالا، حاملين طموحا لا سقف له ومشاريع جريئة سباقة، وتراكما من التاريخ والمعرفة والثقافة والتراث كانت في خزائن صدورهم وصدور أجدادهم لسنوات عديدة .
إنه مشروع تنموي سينقل المغرب والمنطقة إلى عالم جديد لم تختبره من قبل، يحمل كل معالم التغيير والتطوير والتمدين، من خلال استثمارات اقتصادية وثقافية وفنية ورياضية وتعليمية وإدارية وبناء فاعل للقوى الناعمة.
لكن الملك يعلم يقينا أن أي نهضة تنموية مهما كانت صادقة وطموحة، تحمل في طياتها دائما مخاوف من المنافسين في منطقتها وممانعة من التغيير في داخلها، ولذلك تتوحد وتندفع كل القوى الظلامية لمناهضتها ومحاولة إفشالها.
الكثير من أعداء المغرب وحتى بعض الأصدقاء يتمنون أن تكون المملكة مجرد بقرة حلوب كبيرة تتجمع فيها الأموال ثم تتوزع على العالم عبر عقود ومشاريع وهبات وصدقات .
الملك محمد السادس يفهم ذلك تماما ويريد تغيير وجه المملكة المغربية ودورها وقيمتها وأثرها في المنطقة والعالم، من دولة تعيش على عائدات الفوسفاط إلى دولة تصنع المستقبل، وهو يعلم أيضا أن ضوء الرباط، إذا أشع سوف يحيل محيطها إلى فضاء متمدن.
الحرب التي تشن اليوم على الملك محمد السادس هي حرب على المملكة المغربية بكاملها، شعبا ووطنا، وهي حرب وجود لا حرب إعاقة لمشروع نهضة تنموية وتكبيله فقط، وتعدد المنخرطين في الحرب يذكرنا بكل مشاريع التنمية التي قاومتها قوى معادية في التاريخ الإنساني.
ولحماية ذلك «الحلم المغربي » لا بد من بناء دولة قوية مقاتلة توسع مجالها الحيوي الإقليمي من طنجة الى الڭويرة الى ربوع القارة الإفريقية.
ويمكن تقسيم المنخرطين في مشروع الحرب الكبرى التي تواجهها المملكة المغربية للتالي..
أولا.. منافسون في الإقليم ، وهم قوى أعجمية عربية وجماعات انفصالية في أغلبهم، يعيشون عالة على تخوم الغرب ، هؤلاء يؤمنون أنه في حال أشعت الرباط وتطورت ونهضت فهو سيكون على حسابهم .
ثانيا.. أعداء حقيقيون يمثلهم حلف الفجار إيران والإخوان المسلمين ، وهؤلاء يتبنون مشروع إسقاط الدولة المغربية وتشويه صورتها، ويعتقدون أن بقاءهم في المنطقة مرهون بإزالة الحكم المغربي وتدميره.
ثالثا.. قوى عظمى تتمثل في أحزاب وتيارات فكرية ودول تعتقد أن المملكة المغربية القوية المتحضرة هي عائق كبير في طريقهم للاستحواذ على المنطقة وإعادة تشكيلها لصالحهم.
رابعا.. رجيع تيارات القومجية واليسار العربية التي لا تزال تقتات على ذكريات رومانسية قديمة أكل عليها الدهر وشرب، وتتذكر بحسرة تقدمها على أبناء المغول خلال قرون السبات العميق ، يحركهم حسدهم وضغينتهم على المملكة الغنية، وكلما تقدمت الرباط وازدهرت ازداد كرههم وحسدهم.
السؤال الأهم لماذا يندفع أعداؤه لمحاربته بهذا الشكل المتطرف العدواني ، ولماذا يشوهون صورته ويحرفون مشاريعه التنموية الكبرى، الغريب أنهم يقولون في وسائل إعلامهم الرسمي والموازي والمأجور ، وفي حساباتهم الشخصية الضيقة وعلى لسان صحافييهم ومحلليهم: إن خططه وسياساته كلها خاطئة!…إذا كانت كما يقولون بزعمهم الذي فيه يعمهون فلماذا يهاجمونه، إلا إذا كان يسير بوطنه في الطريق الصحيح، ولخوفهم الشديد من نجاحه يتبنون إعاقته بكل الصور الخبيثة والطرق الملتوية.
خلاصة الأمر، أنه لا مجال للتراجع عن مشروع «النهضة التنموية المغربية »، الذي يدير حلمه الملك محمد السادس، ليس لأن ذلك خيار من الخيارات المغربية ، بل لأنه الطريق الوحيد لحماية مستقبل وحاضر «الأمة المغربية » التى اصبحت تحلق عاليا مع الصقور والنسور ولا تضيع وقتها مع الدجاج .