ليست هذه مقدمة لأغنية للراحل الحاج محمد بوزوبع صاحب الصوت القوي الممزوج باللكنة الفاسية ذات الحمولة البرجوازية الغارقة في عمق التاريخ ، بل الامر يتعلق بمصطلح ” ان شاء الله” الذي يستعمله المسلمون بوفرة و اصبح شاءعا بينهم و يعني إثبات المشيءة لله في أمور المستقبل ، حيث يؤمن المسلمون ان كل شيء سيحدث في المستقبل مقدر و مكتوب عند الله الخالق. حيث ترتبط حدوث الأشياء بمشيءته و قدره. مناسبة الحديث عن هذا المصطلح انعش ذاكرتي بالعودة إلى ورشة تشاركية جمعوية منذ سنوات بمدينة الرباط اطره الصديق الفرنسي “PIERRRE” حول ” قطب الاقتصاد الاجتماعي و التضامني”. عند نهاية الاجتماع تم احداث لجنة ستتكلف بإعداد تقرير مع تحديد أجل الاعداد Date butoir . تجربة الفرنسي الصارمة في الالتزام جعلته يطرح السؤال على اعضاء اللجنة كل على حدى : ” Est ce que vous êtes OK؟ لتكون الإجابة و بكل تلقائية : ان شاء الله NCHALLAH. صديقنا الفرنسي باح لي بعد نهاية اللقاء على هامش شرب كاس من القهوة قاءلا: JE CROIS RACHID QUAND J’ENTENDS INSHALLAH DE LA PART DES MAROCAINS ,RIEN NE VA SE FAIRE” . صدق كلام المؤطر الفرنسي لان التقرير لم ينجز فعليا . و هذا دفعني إلى التساؤل لما نستعمل كلمة عظيمة و لا نوفي بها أو نستعملها بعض المرات كناية عن الرفض . فمثلا يقول لك أحدهم ” تجي غدا؟ ” و تجيبه ” ان شاء” . و انت في قرارة نفسك ترفض و تترك الباب مفتوحا لعدم الحسم.و هذا ما تعيبه علينا الامم الأخرى. نستعمل المقدس في يومياتنا كهوية مشتركة لكن و مع الاسف لأغراض دنيوية فيها نوع من الزيف. الم اقل لكم كم نحن منافقون اجتماعيا؟.
اعلان
اعلان
اعلان