منبر 24
أثارت الحادثة المفجعة التي أودت بحياة خمسة عمال في ورش تعلية سد “المختار السوسي” بجماعة أوزيوة، إقليم تارودانت، جدلاً واسعًا حول ضرورة تعزيز مراكز الوقاية المدنية في مختلف المناطق، لضمان سرعة التدخل وتقليص زمن الاستجابة للحوادث والكوارث. هذه المطالب ليست وليدة اللحظة، بل سبق طرحها مرارًا، خاصة أن إقليم تارودانت، رغم كونه الأكبر من حيث عدد الجماعات، يفتقر إلى تغطية كافية لمراكز الوقاية والإنقاذ، والتي تتركز فقط في المدن الكبرى.
عدد من الدوائر، خاصة أولوز وإيغرم وتاليوين، تتقاسم هذا المطلب، حيث يشدد الفاعلون المحليون على ضرورة إنشاء مراكز إغاثة قريبة من التجمعات القروية، بدلًا من الاعتماد على فرق إنقاذ تأتي من مناطق بعيدة. في هذا الصدد، وجه النائب البرلماني عزيز حميدو سؤالًا كتابيًا إلى وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، مطالبًا بإحداث مراكز جديدة لتجاوز هذا الخصاص الكبير.
وأكد فاعلون مدنيون أن الحادثة الأخيرة يجب أن تدفع نحو إصلاح جذري لمنظومة الوقاية والإغاثة، خاصة بعد أن برزت هشاشتها خلال الزلزال الأخير، مما صعّب عمليات الإنقاذ. وأوضح الحسين اليوسفي، أحد النشطاء بالإقليم، أن “الاستجابة الفعالة تتطلب على الأقل ستة مراكز إضافية”، مشددًا على ضرورة التحقيق العميق في الحادث وتحميل المسؤوليات. بدوره، اعتبر إدريس عقيق، وهو فاعل مدني بالمنطقة وقريب أحد الضحايا، أن “التوسع العمراني والأنشطة الاقتصادية، بما فيها السياحة والتعدين، تفرض تجهيزات متطورة ومراكز إنقاذ قريبة”، داعيًا إلى حلول عاجلة تحول دون تكرار مثل هذه المآسي.
