نعى رئيس الحكومة السابق، والأمين العام الأسبق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، رفيق دربه الوزير الاستقلالي، محمد الوفا، الذي وافته المنية صباح أمس الأحد 27 دجنبر الجاري، عن عمر يناهز 72 سنة، بعد معاناته من مضاعفات فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، حيث كان يتلقى علاجه بمستشفى الشيخ خليفة بمدينة الدار البيضاء، الذي شغل قيد حياته، منصب وزير التربية الوطنية منذ يناير 2012 في حكومة بنكيران في نسختها الأولى، ثم وزيرا للحكامة، بعد تعديلها أثناء خروج حزب الراحل من الحكومة.
وفي كلمة بثها بنكيران على صفحته الرسمية، عبر شبكات التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”، ذكر من خلالها مناقب الفقيد الوفا، وبعض المواقف التي عاشها برفقته، أثناء العمل سويا في الحكومة، وعلاقته به بعد الحكومة قائلا : “لم يكن بيني وبين الوفا اتصال مباشر في السابق، لكن كنت أحضر لمناسبات الاستقلال، والتقيه ولم تتجاوز علاقتنا وقتها حد التحية والسلام، وبعد أن عينني الملك رئيسا للحكومة، واختلفنا في حقيبة التعليم، واقترحوا عليا الوفا فرحت لذلك، وقدمت الاسم للملك، وهو رجل مرح ولطيف، واشتغلنا من 2012 حتى مغادرتنا للحكومة”.
وأضاف رئيس الحكومة السابق: “اريد ان أقول اليوم، أن هذا الرجل اسمه يتطابق مع حقيقته، كان رجلا وفيا، ومنذ أن أعفاني الملك، يزورني أسبوعيا كل يوم ثلاثاء، وكان يتزامن مع زيارة نبيل بنعبد الله، وبعدها أجلنا الزيارة إلى الأربعاء، وكنا نتبادل أطراف الحديث، ولا يغادر بيتي حتى يصلي المغرب والعشاء”.
وأشار بنكيران: “أن الوفا كان معي في الحكومة، ويتميز بالفهم السريع، يفهم الآخرين أكثر من أي شخص آخر، “كان حاضي معايا”، وخلال المدة ارتكب عدة أخطاء وله عيوب، ولكن كان “عندي عزيز وكنثيق فيه”، وأرى فيه شخصا مخلصا لوطنه ولدينه ولملكه”.
وأفاد المتحدث نفسه أن: “الوفا يوم مغادرة حزب الاستقلال للحكومة، لم يكن ينوي المغادرة، ولم يستمع للحزب لأسباب حقيقية، ولم يقدم استقالته، وعند تشكيل الحكومة الثانية، اختلفت مع فؤاد علي الهمة عن اللائحة، وكان من عناصر المفاوضات، بقاء الوفا في الحكومة، وكان المرحوم باها حاضرا”، وزاد بنكيران قائلا: “وفي آخر اجتماع للحكومة، ألقى كلمة غريبة، قال فيها سأذهب لمدينة الجديدة، لأنني خارج الحكومة، وأخبرته أنك باق في الحكومة، ولن تغادر إن شاء الله، وكان متميزا في وزارة التعليم، وفي وزارة الحكامة”.
وزاد بنكيران، أنه من بين الطرائف أيضا: “بعد تعيين الحكومة، ولحظة افتتاح البرلمان، وبعد دخول الوفا للقبة من الباب السفلي، انفجرت القاعة بالتصفيق نظرا لمكانته، وكان يناصر الحكومة بدون تحفظ، وكلماته في البرلمان معروفة”.
وأردف رئيس الحكومة الأسبق وهو يجهش بالبكاء، متحدثا: “كان رجلا مراكشيا ومرحا، وعارف بمقالب الآخرين، وله مواقف ممتازة ونذكر قضية ذكره لوالدته في التلفزة، وكان يجمعنا ود كبير، قريب بعض الشيء، لمرتبة عبد الله باها”.
وتابع بنكيران: “فرحت كثيرا لتركه التدخين، بعد تدخل الدكتور زدوح، الذي أجرى له العملية، وكان يحب الحياة والمرح، ولم يقل يوما كلمة العار بخصوص الملك، وكان يناشد الملك في كل المناسبات، وأشهد أمام الله، أني وجدت فيه مواطنا صالحا، ورجلا وفيا، كان يضعني في مرتبة لم أكن لأتصورها، أحبه الله وأخذه”، ويذكر أن من بين قفشات الراحل متحدثا: “ميقد عليك غا الله وجلالة الملك”.
تجدر الإشارة، أن الفقيد حاصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية بكلية الحقوق بالرباط، ثم على ديبلوم الدراسات العليا في العلوم الاقتصادية بالعاصمة باريس، وديبلوم السلك الثالث بمعهد التنمية الاقتصادية، بنفس المدينة الفرنسية.
وتولى الوزير الراحل، ما بين 2000 و2004 ، منصب سفير المغرب بالهند، قبل ان يعيينه الملك سفيرا في إيران عام 2006 ، ثم سفيرا للمملكة في البرازيل.