في خضم الجدل المتزايد حول “التنافس الانتخابي المبكر” بين الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية، والذي يعكس تبادل الانتقادات بين بعضها البعض في الآونة الأخيرة، تمسك محمد المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل وعضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، بما عبرت عنه منسقة القيادة، فاطمة الزهراء المنصوري، بشأن رغبة الحزب في ترؤس الحكومة المقبلة. حيث قال بنسعيد إن “حزب الأصالة والمعاصرة سيترأس حكومة المونديال وسيحقق المركز الأول في الانتخابات المقبلة عام 2026”.
وأضاف القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة خلال استضافته في مؤسسة الفقيه التطواني، ردًا على الانتقادات التي وجهها عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، محمد أوجار، حول حصيلة الإسكان، وكذلك تصريحات قادة الأغلبية التي تعبر عن رغبتهم في تصدر الانتخابات المقبلة، أن “جميع الملاحظات المطروحة تتم مناقشتها داخل اجتماعات الأغلبية، بما في ذلك التحديات المرتبطة بتدبير العلاقات داخل التحالف”. كما أشار بنسعيد إلى أن “حزب الأصالة والمعاصرة لا يزال في صدارة الساحة السياسية، لكنه إذا تمت استفزازته، فإن ردوده ستكون حاسمة.
في رد ضمني على انتقادات محمد أوجار، أشار بنسعيد إلى أن “الحزب المعني” لا يتفق أيضًا مع هذه الانتقادات، مؤكدًا أنه “يمكن التطرق لهذه القضايا خلال الاجتماع المقبل للأغلبية الأسبوع القادم”. وأضاف بنسعيد أن “ما يهم في النهاية هو إيجاد حلول فعلية للتحديات الحقيقية التي يواجهها المواطنون، وهو ما يجب أن يكون محور عمل التحالف”.
كما أكد وزير الثقافة والشباب على أن “المزايدات السياسية لم تأتِ بعد وقتها”، مشددًا على أن “حزب الأصالة والمعاصرة كان من المنتقدين لهذه المنهجية في الحكومات السابقة ولا يرغب في اتباعها”. وأضاف بنسعيد أنه “إذا كان هناك من يرغب في العودة إلى تلك الممارسات، فذلك حقه”، ولكن في الوقت نفسه أشار إلى أن الحزب لا يريد “أن نخلق دينامية سياسية تصب في مصلحة بؤس سياسي”.
ونفى المسؤول الحكومي في هذا السياق أن “تكون هناك توترات أو صراعات داخل صفوف الأغلبية، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو نقاش عادي يتماشى مع مقتضيات الديمقراطية”. وأضاف أن “من حق كل وزير أن يُسجل ملاحظاته حول إدارة قطاع آخر”، موضحًا أنه “من واجبي إبداء الملاحظات في إطار الأغلبية لأن المواطنين، سواء كانوا مناضلين محليين أو غيرهم، يثيرون هذه القضايا”.
كما أشار بنسعيد إلى أن “الهدف الأساسي من هذه الملاحظات هو خدمة المصلحة العامة لا المصلحة الخاصة”، مؤكدًا أن “حزب الأصالة والمعاصرة، مثل باقي الأحزاب السياسية، يضع أولويته في خدمة المواطنين والمواطنات”. وأضاف أنه “يجب أن يتم ذلك في إطار الاحترام الكامل للمؤسسات”.
وبخصوص التضامن داخل الأغلبية الحكومية، أكد بنسعيد أنه “من الضروري أن تتحمل جميع مكونات الأغلبية المسؤولية المشتركة”. وأوضح أن “هناك مشاريع نجحت بالفعل، رغم أن الحكومة لن تتمكن من تنفيذ جميع الأوراش التي وعدت بها عند تشكيلها، لكن الوصول إلى تجسيد 60 في المائة منها سيكون نجاحًا”. وأشار إلى أن “الحكومة يجب أن تركز على الوفاء بتعهداتها تجاه المواطنين في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد على الصعيدين الوطني والدولي”.
وفيما يتعلق بالحديث عن “غموض” حضور وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، داخل الأنشطة الحزبية، قال بنسعيد إن “حزب الأصالة والمعاصرة لا يعتمد على منطق القيادات الفردية”. وأضاف أن “وهبي لا يزال عضوًا في المكتب السياسي للحزب، لكنه قلل من حضوره لأنشطته لكي يعطي فرصة للقيادة الجماعية للتصرف، ويفسح المجال أمامهم”، مشيرًا إلى أنه قدم تعديلات مقترحة على مدونة الأسرة في إطار الهيئة السياسية.
وفيما يتعلق بالتواصل الحكومي، أكد بنسعيد أنه “لطالما نبهت زملائي إلى أن التواصل يمثل أولوية أساسية”. وأوضح أنه “المسؤولية تقتضي إخبار المواطنين بما نقوم به”، مستدركًا أن “الانتقادات التي قد تُوجه إلى السياسات العمومية قد تكون بسبب عدم سيرها في الاتجاه الصحيح أو نتيجة لعدم كفاية التواصل بشأنها”.