يعيش حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ببنسليمان على وقع انشقاق داخلي غير مسبوق ، منذ إعلان كريم الزيادي مرشحا للانتخابات البرلمانية القادمة باسم حزب الوردة.
وقد ظهر ذلك جليا إثر زيارة إدريس لشكر الكاتب الأول للحزب إلى مدينة بنسليمان مساء يوم الاربعاء 31 مارس لتدشين المقر الجديد، حيث فوجئ الحاضرون ، بغياب غالبية المسؤولين الاتحاديين بمن فيهم اعضاء الكتابة الإقليمية وعلى رأسهم المنسق الإقليمي وغياب جل أعضاء مكتب الفرع بنسليمان بالإضافة إلى المسؤولين الحزبيين والمستشارين الاتحاديين بمختلف جماعات الاقليم، بسبب غضبهم وسخطهم على تهميش المناضلين و والتجاوزات التنظيمية والحزبية التي مارسها بعض القياديين للتحكم في الحزب على المستوى الإقليمي. وفي هذا الصدد أكد بعض المسؤولين الحزبيين أنه لم يتم توجيه الدعوة إلى بعض أعضاء الكتابة الإقليمية والى غالبية أعضاء مكاتب الفروع وكذا إقصاء المستسارين الاتحاديبن بمختلف الجماعات من حضور هذا اللقاء ؟
وفي المقابل شوهد حضور بعض الاشخاص ينتمون لاحزاب اخرى، وبعض الغرباء والذين لا تربطهم بالحزب أية علاقة، جيء بهم لتأثيث اللقاء التواصلي، الشيء الذي دفع بالبعض ممن يعرفون البيت الداخلي للاتحاد الاشتراكي إلى التساؤل عن عدم حضور الوجوه البارزة التي ارتبط اسمها بالحزب لسنوات طوال والتي ظلت إلى آخر لحظة محافظة على التنظيم الحزبي وفي مقدمتهم المنسق الإقليمي للحزب وبعض أعضاء الكتابة الإقليمية، وانصبت جل أسئلة الصحفيين في الندوة التي تم تنظيمها على هامش هذا اللقاء التواصلي على الانشقاق الذي يعرفه الحزب بعد تزكية كريم الزيادي للترشح باسم الحزب في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث أحرجت هذه الأسئلة إدريس لشكر الذي فضل المراوغة والتهرب من الإجابة عنها وعدم التطرق إلى الوضع التنظيمي غير السليم الذي يعرفه الحزب ببنسليمان بعد إعلان كريم الزيادي مرشحا باسم حزب الوردة.
ويبدو أن حزب الإتحاد الاشتراكي بإقليم بنسليمان يمر بفترة عصيبة، ويعيش أسوأ أيامه، خاصة بعد أن تم تجاوز التنظيم الحزبي وعدم احترام الأجهزة الحزبية وتهميش المناضلين، وعدم احترام الضوابط التنظيمية، والمراسلات الحزبية، خاصة مراسلة الكاتب الأول للأقاليم في شأن هيكلة اللجان المحلية والإقليمية لتلقي الترشيحات والبت فيها والتي تم الإجهاز عليها بالنسبة للحزب ببنسليمان، حيث لم يتم احترامها لاختيار مرشح الحزب، مما خلق غضبا وسخطا واسعا في صفوف المسؤولين والمناضلين بالإقليم.
ومما زاد الطين بلة حسب بعض المسؤولين الحزبيين هو تدشين مقر جديد للحزب بالمدينة مكترى باسم المرشح الجديد، علما أن الكتابة الإقليمية للحزب تتوفر على مقر رسمي.
وكان 14 عضوا من مكتب فرع الحزب بمدينة بنسليمان قد قاطعوا اجتماعا، دعا إليه كاتب الفرع خلال الأسبوع الماضي بالمقر الجديد، حيث وجهوا رسالة إلى الكاتب الأول وإلى أعضاء المكتب السياسي يحتجون من خلالها على عدم عقده بالمقر الرسمي للحزب، لكن رسالتهم لم تلق الآذان الصاغية من طرف إدريس لشكر.
ما يقع لحزب الوردة ببنسليمان من انشقاق وتذمر في صفوف المسؤولين الحزبيين والمناضلين، والذي عبر البعض منهم عن التلويح بتقديم استقالات جماعية وتجميد العضوية، سيكون له تداعيات وانعكاسات سلبية على نتائج الانتخابات المقبلة.