قدم مجموعة من الأساتذة الجامعيين المغاربة تحليلات معمقة حول قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، الشيء الذي أثار اهتمامًا كبيرًا على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
من خلال تحليل محمد الغالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، يرى أن القرار الأمريكي يعكس هدفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في منطقة شمال إفريقيا، بهدف تأمين مصالحها وضمان الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية، بالإضافة إلى الحفاظ على حرية التنقل للمستثمرين والأفراد. كما أكد الغالي أن هذا الاعتراف يمثل تقاطعًا بين الحزبين الأمريكيين حول أهمية تعزيز الأمن في منطقة غرب وشمال إفريقيا، وهي مسألة تشغل اهتمامًا متزايدًا لدى الإدارة الأمريكية.
من جانب آخر، أضاف الأستاذ عبد العزيز قراقي أن ترامب كان يركز على قضايا تتعلق بالحفاظ على توازنات عالمية حساسة، مثل تجنب حرب عالمية ثالثة، إضافة إلى رغبة في تعزيز الصناعات الاستراتيجية والضغط على إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية، مما يفتح المجال لفهم أبعاد أخرى لهذا الاعتراف.
أما الأستاذ محمد زكرياء أبو الذهب فقد ربط القرار بزيادة النفوذ الاقتصادي للصين في المغرب، مؤكدًا أن هذا التأثير من خلال الاستثمارات والمراكز الثقافية الصينية قد يكون مصدر قلق للولايات المتحدة في المستقبل، في وقت تسعى فيه الصين لتعزيز وجودها في مناطق متعددة، بما في ذلك إفريقيا.
هذا النقاش يعكس تطورًا جديدًا في السياسة الدولية تجاه قضية الصحراء المغربية، ويعكس تداخلًا بين الأبعاد الجغرافية والسياسية التي يترتب عليها هذا الاعتراف.