يراقب أرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب بقلق التطورات المتلاحقة في أسواق البن العالمية، خاصة مع تسجيل تراجع في صادرات البرازيل، أكبر منتج عالمي، نتيجة التوترات الجمركية مع الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى الرغم من جهود الموردين المغاربة في تنويع مصادر الاستيراد نحو دول جنوب الصحراء وكولومبيا، إلا أن التأثير المحتمل لانخفاض الإمدادات البرازيلية يطرح تحديات كبيرة قد تؤثر مباشرة على أسعار البن في السوق المحلية، مما ينعكس بدوره على أسعار المشروبات في المقاهي والمطاعم.
يُعبر المنسق الوطني للجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم، أحمد بفركان، عن استغرابه من التفاوت الحاصل بين انخفاض الأسعار العالمية للبن، التي بدأت تهبط منذ أبريل الماضي، وارتفاع الأسعار في السوق المغربية، حيث ترفض بعض الشركات تخفيضها، في وضع يذكر بقطاع المحروقات. ويُشير بفركان إلى ضرورة التزام الموردين المحليين بمعايير التسعير العالمية، ويقترح أيضاً تخفيض الضرائب على القهوة كخطوة تساهم في تخفيف العبء عن المستهلكين وتحقيق أسعار عادلة داخل المغرب.
من جهته، يُبرز إدبرايم براهيم من النقابة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم أن التأثيرات الحقيقية لانخفاض الأسعار العالمية لا تنعكس فوراً على السوق المحلية، بل تحتاج إلى فترة زمنية قد تمتد لأشهر، وهو أمر طبيعي في قطاع يتسم بالتعقيد الاقتصادي. ويرى أن الاعتماد الكبير على البرازيل كمورد رئيسي يُعد نقطة ضعف رغم محاولات التنويع، إذ أي تقلص في صادرات هذا البلد قد يترتب عليه ارتفاع في الأسعار داخل المغرب. يضاف إلى ذلك أن أسعار البن العالمية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً مؤخراً، حيث سجلت عقود البن العربيكا في بورصة إنتركونتننتال قفزة بنسبة 3.9% لتصل إلى مستويات لم تشهدها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مدفوعةً بالرسوم الجمركية المفروضة من إدارة ترامب على البضائع البرازيلية وتأثر الإمدادات في السوق الأمريكية.
