شهدت دول شمال إفريقيا تحولًا جذريًا في التعامل مع سرطان الثدي بفضل المبادرات الصحية الطموحة والشراكات القوية بين القطاعين العام والخاص. لم يعد هذا المرض مصدرًا للخوف والوصمة الاجتماعية فقط، بل أصبح يمثل أملًا في التشخيص المبكر والعلاج الفعال، بفضل تحسين الوعي وزيادة جودة الوصول إلى الرعاية الصحية في المنطقة.
في مصر، أحدثت مبادرة “100 مليون صحة” تحولًا كبيرًا، حيث تم فحص أكثر من 32 مليون سيدة خلال ثلاث سنوات، ما ساهم في تقليص نسب التشخيص المتأخر إلى 30% فقط بعد أن كانت 70% سابقًا. المغرب أيضًا أطلق خطة وطنية لمكافحة السرطان منذ عام 2010، تشمل توفير الفحوصات المجانية وتنفيذ برامج تدريبية وتوعوية، ما ساعد على تحسين الكشف المبكر وتوسيع التغطية الجغرافية للفحوصات.
وفي تونس، أدت جهود جمعيات مثل “نوران” إلى توفير خدمات الكشف المبكر في المناطق النائية، حيث تمكنت الوحدات المتنقلة من فحص الآلاف من النساء وتحديد مئات الحالات التي تطلبت علاجًا فوريًا. هذا التعاون المحلي يعكس مدى أهمية التخطيط الشامل والجهود المجتمعية في التصدي لهذا المرض.
رغم التقدم الملحوظ، لا تزال هناك تحديات في الوصول إلى الفئات المحرومة ومعالجة التفاوتات في الرعاية. ومع ذلك، تقدم هذه الإنجازات نموذجًا عالميًا ملهمًا يُظهر كيف يمكن للتعاون بين مختلف الأطراف أن يُحدث فرقًا جوهريًا في مكافحة سرطان الثدي وتحسين حياة الملايين.